فريق شمس التطوعي بالسويداء… جهود متكاملة لاحتواء الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية وتمكينهم

السويداء-سانا

فريق شمس التطوعي بالسويداء هو إحدى المبادرات التطوعية الهادفة لخدمة الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية وتحسين أوضاعهم التعليمية والتوعوية وإكسابهم المهارات اللازمة لإعادتهم إلى طفولتهم الحقيقية ومقاعد الدراسة وذلك بما يخدم تعزيز دور الفئات المهمشة.

ويقوم الفريق بعمله من خلال 35 متطوعاً بإشراف مديريتي الثقافة بالسويداء وثقافة الطفل بوزارة الثقافة وينفذ العديد من الورشات والجلسات التعليمية والترفيهية والمبادرات المتنوعة وبرامج العمل اليدوي مثل التطريز والحياكة وصناعة الورد من السيراميك لتفريغ ما بداخل الأطفال من طاقات مع لفت انتباههم إلى أنفسهم وتقديرهم لذاتهم وتعريفهم بطرق الدفاع عن نفسهم من مخاطر الشارع وكذلك التشبيك مع الجهات المعنية لإيجاد الحلول لرفع مستوى الوعي تجاههم وإعادة دمجهم بشكل سليم في المجتمع.

سانا رصدت عمل الفريق فعلى سبيل المثال كان الطفل عدنان 12 عاماً وبعد تسربه من المدرسة بشكل متكرر وتراجع مستواه الدراسي ورسوبه لوجوده في العمل لفترات متفاوتة وعدم وجود بيئة داعمة له نجح فريق شمس التطوعي باحتضانه ومتابعته بشكل دوري من خلال الجلسات الدراسية والتوعوية المتكررة والتواصل مع الأهل ما أدى إلى تحسن مستواه وضمان بقائه في المدرسة ومتابعة تحصيله العلمي.

أما الطفل ملهم 10 سنوات فيتميز بصوت عذب غيبه صوت السيارات على إشارات المرور لكن تدريبات كورال فريق شمس الموسيقية والغنائية أعادت الأمل لصوته الطفولي وأطلقت العنان لموهبته وأتاحت له الفرصة للظهور على مسرح قصر الثقافة بالسويداء أمام الجمهور الذي لفتت انتباهه تلك الموهبة وشجع على احتضانها.

حلم الطفل سعيد الذي كان يدونه ضمن صندوق الأمنيات الخاصة بفريق شمس بأن يصبح لاعب كرة قدم مشهور يتم العمل من أجل الوصول له عبر تدريبات يتلقاها مع مدرب مختص بشكل دوري هو ورفاقه في جو من الحماس والأنشطة ما أدى لصقل موهبته التي لفتت أنظار المدربين والمراقبين على أمل تبنيها.

وأشارت مسؤولة ثقافة الطفل بمديرية الثقافة ثراء عطا إلى اهتمام الفريق بالمسنين في جمعية الرعاية الاجتماعية عبر زيارتهم بشكل دوري لمعرفة ما يحتاجونه وتنفيذ أنشطة معهم وجلسات مشتركة وأحاديث للاستماع إليهم والتشارك معهم بالطعام والشراب بطريقة مدروسة عمل فيها المتطوعون كشباب لديهم خبرة بالعمل الاجتماعي ومحاولة تخفيف الشعور الطاغي على حياة المسن بالوحدة والافتقاد للعائلة في المشاركة في العملية التنموية وبناء مجتمع معافى.

ووفقاً لمدير الثقافة بالسويداء باسل الحناوي فإن فريق شمس التطوعي يعمل بإشراف المديرية ووزارة الثقافة ضمن مشروع مهارات الحياة ويكتسب عبر المبادرات والأنشطة التي يقوم بها أهمية لخدمة الفئات المهمشة وتقديم الرعاية اللازمة لها وخلق البيئة الآمنة لها وتنمية مهاراتها وتوظيفها كعنصر فاعل بالمجتمع بما يعطي مردوداً مجتمعياً يخلق قيمة مضافة تعزز من تماسكه خاصة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها.

عمر الطويل