دمشق-سانا
“كان لا بد من النهوض من جديد” عبارة اختصر بها جريح الحرب رمضان العلي قصته التي ورغم تفاصيلها الصعبة والمؤلمة أدت إلى إطلاق مشروعه الصغير لإعالة أسرته والاستمرار بالحياة على حد تعبيره.
وبدأت قصة العلي كما رواها لمندوبة سانا بمغادرة بيته ومدينته دير الزور جراء الإرهاب وانتقاله إلى دمشق حيث تعرض لإصابة أثناء تأدية خدمة العلم أدت إلى شلل أطرافه السفلية وبعد عامين أطلق مشروع تحضير المؤنة بالمنزل وبيعها بدعم من جمعية لأجلك سورية بالتعاون مع زوجته ووالدته.
ولفت العلي إلى أن المشروع ساعده على العودة للحياة والعمل بعد إصابته خلال تصديه للإرهابيين والصعوبات التي واجهها بسبب الإقامة خارج مدينته وقال: كان لا بد من النهوض من جديد فالحياة مستمرة مؤكداً أهمية التسويق للتعريف بالمشاريع الأسرية بشكل أكبر.
ومثل العلي تحدى أيمن عبد الرحمن ظروف الحياة الصعبة التي عاشها بعد فقدان ورشته بمنطقة القابون في ريف دمشق بداية الحرب الإرهابية على سورية وافتتح ورشة صغيرة لإنتاج الأحذية الرياضية للأطفال ضمن إحدى غرف منزله.
وعن التفاصيل يقول عبد الرحمن: بعد أن هجرت من منزلي وتركت ورشتي عملت عدة سنوات لدى أصحاب ورشات آخرين بعدد من مناطق دمشق ومنذ عام ونصف تجدد الأمل لدي عندما قررت وزوجتي وابنتي إنتاج أحذية رياضة للأطفال يدوياً ضمن المنزل وتكللت التجربة بالنجاح بعد تلقي الدعم من الجمعية السورية الاجتماعية التي أمنت المواد الأولية.
عبد الرحمن عرض منتجاته في ملتقى الأسر السورية الأول الذي أقامته مؤخراً وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وأكد اهمية الدعم للمشاريع الأسرية ليس في مجال تأمين المواد الأولية بل التسويق ومتابعة مراحل الإنتاج لأنها السبيل لاستقرار الأسر وتأمين مورد مادي مستدام للأسرة.
وفيما تنتظر منى يوسف دعماُ أكبر لتطوير مشروعها الذي بدأته عام 2017 لإعداد المعجنات وبيعها كمصدر رزق لإعالة أخوتها الأربعة مبينة أن جمعية إنانا وفرت لها عام 2020 مواد أولية أساسية وفرصاً تسويقية لعملها الذي غير حياتها لتكون سيدة منتجة على حد تعبيرها.
وفي تصريح لسانا بينت معاون مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في دمشق ولاء مرعي أهمية دور الأسرة في التعافي الاجتماعي والاقتصادي والتنمية بكل مجالاتها ومنها الاقتصادية عبر العمل المنتج والاعتماد على الذات وتوليد الدخل وهو ما ركزت عليه حملة أيام الأسرة السورية التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الأول من آذار وتستمر حتى منتصف أيار الجاري.
ولفتت المرعي إلى أن الحملة نظمت ملتقى الأسر السورية الأول بهدف تسليط الضوء على المشاريع الأسرية وأهميتها فضلاً عن أنشطة ثقافية واجتماعية وتنموية عبر فعاليات وأنشطة متنوعة ومعارض مؤكدة الدور التكاملي والتشاركي بين الوزارة والجمعيات الأهلية لخدمة الفرد والأسرة والمجتمع ككل وتحقيق استفادة مستدامة.
إيناس السفان