الشريط الإخباري

سبعيني من السويداء يحول مضافة منزله لمتحف صغير يضم لوحات فسيفساء من تصميمه

السويداء-سانا

وظف حمد هاني الحلبي خبرته كمشرف على آثار مدينة شهبا ومتحفها لمدة ربع قرن وتأثره البصري بجمالية ما شاهده من معالم لتصنيع لوحات فسيفساء بطريقته الخاصة وتزيين مضافة منزله في بلدة عتيل بالسويداء بها لتشكل متحفاً صغيراً يلفت انتباه زواره.

العم حمد 73 عاماً ذكر خلال حديثه لمراسل سانا أنه بدأ العمل بهذه الحرفة عام 2000 قبل خمس سنوات من انتهاء خدمته واستمر بذلك إلى عام 2011 حيث أصبح العمل لديه بوتيرة أقل بعد ذلك نتيجة وضعه الصحي وعدم توافر المواد الأولية اللازمة للعمل بالشكل المطلوب خلال سنوات الحرب على سورية.

باكورة أعمال الحلبي كما بين كانت لوحة للقائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش ثم طور عمله بشكل أكثر دقة وأنجز ما يزيد على 50 لوحة منها 32 موجودة حالياً بمضافة منزله بمختلف القياسات وأما اللوحات الباقية فقدمها هدايا لأشخاص يقدرون قيمة الفن.

وتناولت اللوحات كما ذكر الحلبي العديد من الموضوعات كالآلهة والأساطير القديمة والفلاسفة والأمومة والنسر الطائر ومريم العذراء مبيناً أن إنجاز كل لوحة يستغرق وقتا يرتبط بحجمها حيث أكبرها لديه لوحة ربة البحر تيثيس والتي استمر العمل بها أربعة شهور وأصغرها لوحة من الطبيعة.

ويظهر الحلبي في بعض اللوحات تأثره بلوحات متحف شهبا الذي سبق له العمل به كلوحة أورفيوس المغني والموسيقي والشاعر اليوناني.

ووفقاً للحلبي فإن صناعة لوحات الفسيفساء تحتاج إلى أيد ماهرة وذوق فني رفيع مشيراً إلى آلية عمله المرتكزة على طباعة موضوع اللوحة على قطعة قماش ومن ثم تركيب ولصق حجارة الميل الرخامي الصغيرة عليها بعد تقطيعها تماشياً مع تدرجها اللوني بطريقة تتناسب مع خصوصية كل لوحة.

الحلبي دون في متحفه الصغير كلمات مكتوبة تظهر تأثره بفن الفسيفساء قال فيها: “إن ما نشاهده من لوحات فسيفساء للحضارة السورية في عهد الرومان ما هي إلا أوتار عريقة تنقر على قلوب الأجيال دون انقطاع وإن نظرة على هذه البدائع تمنحنا إشراقة حب تدفعنا إلى التمسك بهذا الفن العريق”.

ويضاف إلى لوحات الفسيفساء بمتحف العم الحلبي العديد من القطع النحاسية القديمة التي جمعها على عشرات السنين كأدوات صنع القهوة وما يسمى بطاسة الخابية المستخدمة سابقاً بشرب المياه والصواني النحاسية الكبيرة.

ويؤكد الحلبي عبر عمله أهمية فن الفسيفساء الذي يعود إلى نهاية الألف الرابع قبل الميلاد وضرورة إبقائه حياً وخصوصاَ في هذه المحافظة الغنية به انطلاقاً من كون الفن هو الوسيلة الوحيدة للخلود والأمثل للتعبير عن الحب والرقي والإبداع.

عمر الطويل