صنعاء-سانا
أعلنت الرئاسة اليمنية عن توصل اجتماعات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومستشاريه ولجنة مأرب الرئاسية إلى اتفاق لإنهاء الأزمة التي تمر بها البلاد من خلال اعتماد عدة مقررات أبرزها أن الدستور مسودة قابلة للتعديل والحذف والتهذيب والإضافة من قبل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وحذف وإضافة أي نصوص في المسودة لم تتضمنها وثيقة مخرجات الحوار.
وقال بيان صادر عن الرئاسة اليمنية اليوم إنه تم خلال الاجتماعات المتواصلة استعراض الأوضاع التي تعيشها العاصمة صنعاء والتي عطلت السير الطبيعي للعمل اليومي في كل مرافق الحكومة وأجهزتها ومن أجل وضع نهاية لهذه الحالة المؤسفة فقد توصلت المناقشات إلى الاتفاق على أن مسودة الدستور خاضعة للتوافق بين كل المكونات وفي حالة عدم التوافق يرفع الأمر لرئيس الجمهورية وهيئة رئاسة الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار بعد تصحيح وإقرار اللائحة الداخلية للهيئة وفقا لإتفاق السلم والشراكة على أن يتم التأكيد في مسودة الدستور على أن اليمن دولة اتحادية طبقا لمخرجات الحوار.
وتابع البيان إن المجتمعين قرروا توسيع العضوية في مجلس الشورى خلال مدة أقصاها أسبوع واحد وفقا لمخرجات الحوار كما أكدوا أن لحركة أنصار الله والحراك السلمي وبقية المكونات السياسية المحرومة من الشراكة في مؤسسات الدولة حق التعيين في كل مؤسسات الدولة بتمثيل عادل وفقا لما تضمنته وثيقة الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة وتبدأ عملية اتخاذ إجراءات التعيين طبقا لما ورد أعلاه بصورة فورية.
ولفت البيان إلى أن حركة أنصار الله التزمت بموجب هذا الاجتماع على سحب اللجان الشعبية من كل المواقع المطلة على منزل رئيس الجمهورية والانسحاب من دار الرئاسة والقصر الجمهوري الذي يسكن فيه رئيس الوزراء ومعسكر الصواريخ إضافة إلى الانسحاب من كل النقاط المستحدثة من قبل أنصار الله يوم 19 من الشهر الجاري.
وأقر المجتمعون ضرورة تطبيع الأوضاع في العاصمة من خلال عودة الحكومة وكل مؤسسات الدولة الى ممارسة عملها بصورة سريعة ودعوة كل موظفي الدولة والقطاع العام والمختلط إلى العودة الى اعمالهم وكذا فتح المدارس والجامعات على أن تقوم اللجنة الأمنية بالتنسيق مع اللجان التابعة لأنصار الله تنفيذ ذلك.
صالح يدعو هادي لتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة للخروج من الأزمة
من جانبه دعا الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح خلفه الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة للخروج من الأزمة اليمنية الراهنة.
ونقل الموقع الالكتروني لحزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن عن صالح قوله أنه يجب عدم جر البلد من أزمة إلى أزمة ويجب إلغاء التحالفات المشبوهة واجراء مصالحة وطنية شاملة مؤكدا تأييد حزب المؤتمر لمطالب حركة أنصار الله اليمنية وتمسكه بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتوافق عليها واتفاق السلم والشراكة للخروج من الأزمة الراهنة وتجنب العنف واراقة الدماء.
وفي وقت سابق أشارت مصادر سياسية في العاصمة اليمنية صنعاء الى ان هناك بوادر انفراج في الازمة الراهنة بعد التوصل الى تفاهمات بشأن تنفيذ مطالب حركة أنصار الله موضحة ان اجتماعات مكثفة عقدت في منزل عبد الكريم الأرياني مستشار الرئيس هادي انتهت بوضع نصوص قرارات من شأنها إنهاء حالة التوتر التي تعيشها العاصمة صنعاء.
وذكرت المصادر أن قرارات مرتقبة سيتم الإعلان عنها في حال تم التوصل إلى صيغتها النهائية وقالت ان من بين تلك القرارات تعيين نائب لرئيس الجمهورية ونائب لرئيس الوزراء وتغيير النائب العام في اليمن.
إلى ذلك أفاد مصدر مقرب من حركة أنصار الله طلب عدم ذكر اسمه بأن اللجان الثورية والشعبية طالبوا الرئيس هادي بإصدار قرارات تقضي بدمج الآلاف من منتسبيها في الجيش والأمن وجميع مرافق الدولة الاخرى أسوة بمن تم استيعابهم خلال عامي 2012 و 2013 .
من جهة أخرى سيطرت اللجان الشعبية التابعة لمحافظة “أبين” اليوم على مطار وميناء محافظة عدن جنوب اليمن احتجاجا على تداعيات الاحداث الاخيرة في العاصمة صنعاء0
وأوضح مصدر أمني بمحافظة عدن ان قوات الجيش والأمن منتشرة بكثافة بشوارع عدن ومنافذها البرية مؤكدا أن هذا الإجراء اعتيادي نظراً لما حدث بالعاصمة صنعاء.
وفي سياق متصل أكد المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر أن الأحداث الجارية في اليمن جاءت نتيجة للخلافات المتعلقة بمسودة الدستور وتحديد عدد الأقاليم في إطار الدولة الفدرالية الجديدة واللائحة الداخلية للهيئة الوطنية.
وأشار بن عمر في بيان صحفي على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إلى أنه أطلع مجلس الأمن الدولي في جلسته حول اليمن أمس على التطورات الخطيرة التي يعيشها اليمن منذ الثماني والأربعين ساعة الأخير مؤكدا أنه لا حل للأزمة الحالية في اليمن الا بالطرق السلمية.
ولفت إلى أن اليمن بحاجة ماسة للتنفيذ الكامل لاتفاقية السلم والشراكة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وباقي المهام المدرجة تحت الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية مشددا على التزامه بالاستمرار في نهج المساعي الحميدة من خلال العمل مع جميع الأطراف بغية الخروج من الازمة اليمنية بالطرق السلمية.
وكان رئيس حركة انصار الله عبد الملك الحوثى اتهم أمس الأول في كلمة متلفزة السلطة الانتقالية فى اليمن وعلى رأسها الرئيس هادي بالتنصل من اتفاق السلم والشراكة والتوجه نحو الاستئثار بالسلطة وإقصاء مكونات اخرى من بينها انصار الله وكيانات الحراك الجنوبي.
وفي ردود الفعل العربية دعت وزارة الشؤون الخارجية في الجزائر جميع الفرقاء اليمنيين إلى التحلي بالحكمة وتغليب لغة الحوار والحفاظ على المكتسبات المحققة في إطار تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية.
وقالت الوزارة في بيان لها اليوم إن الجزائر تتابع باهتمام كبير تطورات الأوضاع في اليمن الشقيق خلال الأيام القليلة الماضية على خلفية التصعيد المسجل في المواقف بين بعض الأطراف السياسية وانزلاق الوضع إلى مواجهات مسلحة تهدد الأمن والاستقرار وتنذر بتقويض العملية السياسية الجارية في اليمن مؤكدة وقوفها إلى جانب الشعب اليمني في هذه المرحلة الحساسة من تاريخه ودعمها لطموحاته وتطلعاته في الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار.
وكانت الحكومة اليمنية ألغت اجتماعها الأسبوعي المقرر اليوم في ظل تطورات الوضع الأمني المتدهور الذي تعيشه العاصمة اليمنية صنعاء.