اللاذقية-سانا
تأتي مسرحية حكاية الذئب المغرور كواحدة من العروض التي تتضمنها فعاليات مهرجان مسرح الطفل الذي تقيمه وزارة الثقافة في جميع المحافظات السورية والمستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر الحالي ليكون عرسا طفوليا يوءكد على رغبة الشعب السوري بالحياة مهما كانت الظروف.
يقول الفنان فايز صبوح مخرج العمل لسانا إنه من المفيد أن تقيم وزارة الثقافة مثل هذه الفعاليات المخصصة للأطفال في إطار الأزمة التي تمر بها سورية ولاسيما أن الحدث يكرس الدور التثقيفي الذي يؤديه المسرح في المجتمع وتفعيل مسرح الطفل لبناء شخصية الأطفال وزرع الأفكار الايجابية في نفوسهم كما أن توقيت المهرجان يتزامن مع عطلتهم الانتصافية مما يعطيهم الفرصة لملء وقتهم بكل ما هو مفيد وممتع.
ويتابع.. ليست هذه المرة الأولى التي تعرض فيها المسرحية بل كان لنا تجربة سابقة في العرض على خشبة المسرح القومي نهاية العام الماضي وحققنا نجاحا كبيرا لمسناه من تفاعل الأطفال الرائع أثناء العرض فالمسرحية تركز على تعليمهم أهمية القوة الذهنية وقدرتها على تحدي القوة العضلية لان الإنسان يتميز عن غيره بهذه الملكات التي تساعده على تجاوز أصعب المشكلات.
وتتمحور أحداث المسرحية حول شخصية الذئب الذي يعتقد بسبب وسوسات صديقه الثعلب انه أقوى حيوانات الغابة ويقرر السيطرة على كل شاردة وواردة فيها وهنا تبدأ باقي الحيوانات بالتفكير بكيفية حل هذه المعضلة إلى ان يأتي الطفل نور الذي يدلهم على حيلة ذكية تجعل الذئب يبتعد عن مراده ويعرف حدود قدراته الحقيقية.
وقام المخرج صبوح بإجراء تعديل على النص الأساسي الذي ألفه الكاتب اسماعيل خلف ليصبح منسجما مع الوقت المخصص لعرض المسرحية بما لا يتجاوز الخمس وأربعين دقيقة كرس خلالها ممثلو العرض جميع مواهبهم الحركية والصوتية لشد انتباه الأطفال الى جانب الديكور واللباس والموسيقا حيث أكد المخرج ان تنوع الممثلين في العرض ما بين محترفين وهواة أعطاه فرصة ليكون منسجما ومتكاملا قدر الإمكان.
من جهته تحدث الممثل خالد حمادة عن أهمية توزيع الأدوار بين الممثلين على خشبة المسرح مشيرا الى الإضافة الأنثوية التي تركتها الفنانة ريم نبيعة عبر شخصية أرنبة وأوضح ان المشهد البصري في العمل كان له أثر في تفاعل الأطفال مع الممثلين.
ويضيف.. لعبت دور القرد خفيف الظل وهو شخصية محببة لدى الأطفال تفاعلوا معها بشكل كبير من خلال ترديدهم الأغاني وتقليد الحركات التي يقوم بها إضافة الى محاولتهم التدخل في سير أحداث المسرحية وهو امر ايجابي جدا ويفرحنا كممثلين لاسيما واننا استخدمنا أساليب بسيطة لإيصال الفكرة لذهن الطفل ومحاولة الاقتراب من طريقة تفكيره من خلال أدواتنا كممثلين.
أما الممثل نضال عديرة الذي أدى شخصية الثعلب أشار إلى أن العرض متكامل نصا وإخراجا وتمثيلا كما ان اختياره للمشاركة ضمن عروض مهرجان مسرح الطفل يعطيه الفرصة لينتشر بشكل أوسع بين الأطفال من مختلف الشرائح لتوظيفه عناصر الموسيقى والحركة بشكل يمكن الطفل من تلقي المعلومة بسهولة ويسر.
كذلك يجد الممثل عديرة ان نوعية المسرحيات المختارة للعرض ضمن مهرجان مسرح الطفل لهذا العام تركز على زرع مفاهيم الخير في عقول الأطفال مع التأكيد على أهمية الوطن والتمسك به وبنائه بالطريقة الصحيحة المعتمدة على العلم والمعرفة مشيرا إلى أن وجود الحيوانات كالحمار والقرد والأرنب لخدمة العمل كان له عميق الأثر في إنجاح العمل الذي يعد امتلاء صالة المسرح بالأطفال طوال الأيام المخصصة لعرضه معيارا لنجاحه وإيصاله للرسالة التي يسعى إليه.
ياسمين كروم