باريس-سانا
أكد الكاتب الفرنسي “كريستوف كورنوفان” أن أعداد الفرنسيين الذين يلتحقون أو يحاولون الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق تزداد بشكل كبير مشيرا إلى أن فرنسا باتت “تشكل أكبر كتيبة للمتطوعين الأوروبيين” ضمن صفوف التنظيمات الإرهابية.
وقال الكاتب في مقال له نشرته صحيفة “الفيغارو” الفرنسية الصادرة صباح اليوم إنه ليس من المؤكد أن الهجمات الأخيرة التي زرعت الرعب والموت في باريس ستقطع رغبة الفرنسيين الراغبين بالذهاب إلى مناطق القتال في سورية وفي العراق مشيرا إلى أنه وفقا لإحصاء أخير للاستخبارات الفرنسية فإن عدد الفرنسيين الإجمالي الذين ذهبوا للمشاركة في القتال هناك ارتفع من 555 شخصا إلى 1281 بين كانون الثاني من العام الماضي ومنتصف الشهر الحالي أي بقفزة بنسبة130 بالمئة خلال عام واحد.
ونقل الكاتب عن مسؤول أمني فرنسي قوله إنه “لا يمر أسبوع دون أن نسجل ما بين10 و 15 حالة إضافية من محاولات الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية”.
وتابع الكاتب إنه “وفقا للحصيلة السرية ليوم الجمعة الماضي فإن هناك نحو 393 فرنسيا وأشخاصا من المفترض أنهم يعيشون في فرنسا ذهبوا إلى سورية قبل أن تتمكن الشرطة من اعتراضهم أاي بزيادة قدرها 75 بالمئة بالمقارنة مع كانون الثاني من العام الماضي عندما كانت الاستخبارات قد سجلت وجود 224 فرنسيا انضموا إلى تنظيمي “داعش” أو “جبهة النصرة” الإرهابيين وهذه المجموعة شملت 94 امرأة متوسط أعمارهن 25 عاما وفي أغلب الأحيان يذهبن لأغراض مختلفة ومن “ثم تجبرن على العبودية الجنسية دون أن تعود أي واحدة منهن”.
وأشار الكاتب إلى أنه وبالنسبة للتهديد في فرنسا فإن آخر إحصائية تظهر أن 190 إرهابيا فرنسيا عادوا إلى بلدهم أي أن “العديد من القنابل المحتملة التي يجب نزع فتيلها الواحدة تلو الأخرى باتت في فرنسا مع العلم بأنه يلزم 20 شرطيا لضمان مراقبة المتطرفين الأكثر خطرا”.
وأضاف الكاتب إن نحو 300 متطرف فرنسي لديهم الرغبة بالرحيل للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية الآن ويتفق الخبراء بأن مشكلة كبيرة يمكن أن تأتي من هؤلاء الذين منعوا والذين يمكن أن يتصرفوا بشكل سيئ ردا على منعهم.
وتساءل الكاتب هل الخطة التي وضعها وزير الداخلية الفرنسي “برنارد كازونوف” والتدابير التي وصفها بالقمعية لمنع الخروج من الأراضي الفرنسية وتشديد مراقبة الانترنت والاهتمام بالأسر المتضررة لمحاولة إيقاف تطوع المتطرفين تجدي نفعا.
يذكر أن فرنسا التي بدأت مؤخرا تواجه تداعيات الارهاب المرتد إليها سبق وأعلنت بشكل فاضح أنها وبالتعاون مع حلفائها الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة تدعم وتمول وتسلح التنظيمات الإرهابية المسلحة التي ارتكبت جرائم ومجازر مروعة بحق السوريين على مدى السنوات الماضية كما حرضت على توجه الإرهابيين من مختلف دول العالم إلى سورية للالتحاق بصفوف هذا التنظيمات الإرهابية وبالتالي فإن ما تشهده حاليا ليس سوى “حصاد مر لما زرعته سابقا” بحسب ما يقوله المراقبون والخبراء.