دمشق-سانا
رغم إصاباتهم إلا أن قوة الإرادة دفعتهم لتطوير قدراتهم وتوظيفها في صناعة المنتجات اليدوية وتسويقها لينجز أبطال من جرحى الجيش العربي السوري مشاريعهم الصغيرة بإصرار على الحياة الكريمة والإخلاص للوطن.
محمد الصعيدي أحد الجرحى وهو شاب تعرض لإصابة حربية تسببت بشلل في يده اليسرى بنسبة 50 بالمئة لم يكن طباخاً من قبل ولا يعرف الكثير عن هذا “الفن” لكنه وخلال الفترة التي عقبت الإصابة واستمرت عاماً ونصف العام كان يراقب والدته وزوجته وهما تصنعان الطعام وبدل أن يبقى متفرجاً محاصراً بإصابته قرر تعلم الطبخ لينهض من حالة اليأس إلى الأمل وليفتتح مطبخه الخاص بسنة 2016 متخذاً شعار “لا تجعل العجز يوقفك”.
الصعيدي في حديث خاص لنشرة سانا الشبابية يقول: “بأبسط الأدوات تحديت إصابتي وبالجزء المتبقي من كفي أعددت أشهى المأكولات والمؤونة التي أشاد بلذتها كل من تذوقها إشادة عنت الكثير لمحمد الذي ظن يوماً ما أن هذه الإصابة ستفقده أي طعم أو لون للحياة”.
وأضاف محمد: بدأنا مشروع “أكلاتك من عنا غير” في دمشق في حي ركن الدين الدمشقي العتيق وهو يقدم من خلاله أنواعاً وأصنافاً متعددة من الطعام يصنعها في غرفته الخاصة التي اقتطعها من منزله وحولها إلى محل صغير لإنجاز عمله حيث يقوم بصناعة الكبة والفطائر والبرك بأنواعها إضافة إلى أنواع محددة من الحلويات مثل المعمول وأقراص بعجوة مشيراً إلى أنه حصل على دعم عيني لتأمين بعض الاحتياجات لمطبخه من قبل سيدات سورية الخير ومركز سوا لرعاية جرحى الجيش.
الرسالة الأساس من مشروعنا ليست الربح المادي بل هناك رسالة إنسانية يجب أن يتجاوز كل جريح من جرحى الجيش العربي السوري إصابته مهما كانت كبيرة وأن لا يتوقف عن ممارسة نشاطاته الحياتية بكل أنواعها والآن أنا بصدد الدراسة لإعداد طاه وسأستمر لأحصل على الدبلوم شيف جينرال.
يذكر أن الجريح محمد الصعيدي أصيب بتاريخ الـ 17 من آب 2016 أثناء معركة تحرير الكليات العسكرية تسببت بشلل جزئي في يده اليسرى وهو متزوج ولديه طفلان أصبح الآن يؤمن مصروف أسرته الصغيرة من خلال مشروعه فهو يشعر بالسعادة والامتنان لما قدمه السيد الرئيس والسيدة الأولى من الدعم المادي والمعنوي.
ربى شدود