المانيا-سانا
تقدم المهندسة الشابة رشا عبد الله المغتربة في ألمانيا منذ العام 2009 مثالا مشرقا للشباب السوري المتطوع في دول الاغتراب حيث تجتهد عبد الله منذ بداية الأحداث في سورية و بالتعاون مع مجموعة من الطلبة السوريين المقاومين على إقامة فعاليات توضح من خلالها صورة المشهد السوري كما هو على أرض الواقع بعيدا عن التزييف الإعلامي الذي تمارسه وسائل الاعلام المغرضة بالاضافة الى عملها الدوءوب مع الطلبة السوريين في المانيا لتعليمهم اللغة الالمانية و القيام باعمال الترجمة المختلفة و تسهيل امورهم و معاملاتهم في الدوائر الحكومية.
وخلال اربعة اعوام من الحرب الكونية على سورية رفعت المهندسة الشابة علم سورية بنجمتيه الخضراوين في مختلف المسيرات الداعمة للحكومة السورية الشرعية و لشعبها الصامد منددة بالاعمال الارهابية التي تحدث على ارض الوطن و بالعقوبات الاقتصادية الجائرة على بلدها الى جانب مشاركتها في كافة الفعاليات الداعمة للجيش العربي السوري في حربه المقدسة على الارهاب.
هذه المواقف الصارخة دعت بالعديد من الصحف الالمانية واسعة الانتشار إلى لقاء عبدالله واجراء مقابلات صحفية معها عمدت خلالها كما اكدت الى تفنيد ادعاءات الاعلام المضلل و نقل صورة حقيقية للاحداث في سورية بالاضافة الى شرح مسارات التخريب الممنهج التي اتبعها الارهابيون و الدول الداعمة لهم لتدمير البنى التحتية السورية و الممتلكات العامة و الخاصة الى جانب الحديث عن قيم المحبة و التسامح و الانفتاح على الآخر والتي تسم الانسان السوري منذ الازل و يجسدها حتى اللحظة في حياته اليومية و من خلال تعامله مع اشقائه في الوطن.
وأضافت عبد الله إنها تخصص جزءا واسعا من وقتها لمساعدة الطلاب السوريين المستجدين في الجامعات الالمانية على تعلم اللغة الالمانية و تسهيل تواصلهم مع المجتمع المضيف بالاضافة الى ترجمة المعلومات اللازمة لتحضير أوراقهم والحصول على قبولات “الماستر” الخاصة بالدراسة مؤكدة ان الشباب السوري في المغترب يقدم صورة مشرقة عن نفسه و عن الثقافة الاصيلة التي ينحدر منها و ذلك من خلال اجتهاد كل منهم لتطوير نفسه و احترامه لقوانين البلد المضيف و انفتاحه الفكري و تواصله المتحضر مع الاخر.
و تعمل عبدالله بصحبة عدد من الشباب السوري المتطوع على تقديم كل دعم ممكن لاشقائها السوريين في الداخل و الخارج على حد سواء فهي تقوم حسب قولها برفقة مجموعتها بدعم اسر الشهداء من خلال جمع المعونات الكفيلة بتلبية جانب من احتياجاتهم المعيشية و توجيه رسائل التقدير المعنوي لهم بالاضافة لاقامة نشاطات دورية يحضرها جمهور عربي و الماني و يتم خلالها التعريف بالحضارة السورية وبالتراث السوري العريق و بالمنجزات الحضارية التي قدمها الانسان السوري خلال تاريخه و اغنت الارث البشري قاطبة.
من ناحية أخرى تقوم المهندسة الشابة مع افراد فريقها المتطوع باعانة العاطلين عن العمل بسبل متنوعة ريثما يباشرون إعالة انفسهم بالاضافة الى تشجيع الوافدين من بلدها الام الى المانيا على النهوض بمشروعات صغيرة لإعالة انفسهم واثبات وجودهم حيث يتم اقتراح الافكار عليهم و عرض الامكانات المتاحة و نوعية الاجراءات المتخذة و التي تعمل المجموعة على تسهيلها امام المغتربين الجدد.
و منذ ان رافقت المهندسة الطموحة زوجها الموفد من جامعة تشرين الى المانيا بدأت حسب قولها بتحضير نفسها لنيل درجة الدكتوراه في الهندسة المعمارية و هو ما تطلب منها بداية تحضير رسالة الماجستير التي حصلت عليها بدرجة امتياز عن مشروع بعنوان “إعادة تأهيل مركز مدينة اللاذقية الأثري” و منها حصلت على قبول التقدم لنيل درجة الدكتوراه التي تشتغل عليها حاليا.
و أضافت في هذه الأثناء كانت الأمور في بلدي تزداد سوءا بسبب الفكر الظلامي الذي حمله الارهاب التكفيري و لذلك قررت ان اختار لرسالة الدكتوراه موضوعا مستوحى من المشهد السوري الراهن و يتمحور حول “تأثير الأتراك المسلمين على التطوير العمراني تحت تأثير المتطلبات الاجتماعية” و قد لاقت الفكرة قبولا و استحسانا كبيرا من قبل ادراة الجامعة وتمت الموافقة عليها مباشرة لكونها تتطرق الى تحول بعض الأحياء في عدد من المناطق الى احياء تركية مسلمة منغلقة على نفسها وأقلية المانية حالت دون حدوث الانفتاح المطلوب بين الحضارتين وكان الهدف هو تقصي التأثيرات السلبية أو الايجابية مع مرور الزمن ومدى تأثير هذا التحول على تخطيط المدينة.
واختتمت عبدالله بالقول افتخر بأنني شابة سورية تنتمي الى وطن عريق سيبقى في نظري و نظر السوريين جميعا هو الوطن الاجمل في العالم مهما جرى فيه من تخريب و تدمير وانا متحمسة كثيرا لأنهي رسالة الدكتوراه واعود الى سورية فافتتح فيها مكتبا معماريا يوفر لي فرصة المساهمة في إعادة اعمار البلد الذي قدم لي الكثير و ربما شعرت بعمق انتمائي إليه خلال خمس سنوات من الغربة فسورية بجيشها و ترابها هي رمز مقدس لا يمكن المساس به.
بشرى سليمان