دمشق-سانا
الفنانة سمر الملا أكثر ما تعتمده في تشكيل لوحاتها هي الألوان الزيتية التي تجد باستخدامها حالة تخص ما يدور في نفسها من تفاعلات مع الطبيعة والمجتمع لتؤدي الهدوء الذي تنشده وتسعى إليه من خلال النتائج التي تصل إليها.
وفي حديث لسانا قالت الفنانة الملا “الفن ليس أمراً بسيطاً فهو تركيب بنيوي معقد يحتاج إلى مواريث ثقافية وإلى اطلاعات ومعرفة وتجارب طويلة تجعل الفنان قادراً على تصوير الانعكاسات التي يعيشها بأشكال لابد من تأثيرها بالحاضر ومن المفترض أن تعبر التاريخ إلى المستقبل للتعريف بالحضارة الفنية التي يعيشها الفنانون وهي ليست صورة بل هي لغة مجتمع بكامله تؤديها ألوان بشكل فني لا يتمكن من تأديته أي شخص آخر.
وتابعت الملا “الفن موهبة وليس اكتساباً فأنا اكتشفت وأهلي موهبتي منذ كنت طفلة لأنني بشكل عفوي رسمت ما يدور آنذاك من حالات اجتماعية وإنسانية وما يقوم به المجتمع من طقوس إضافة إلى الحروب والتداعيات التي يعيشها الإنسان وفق ما يتفاعل به مع بيئاته.
أما ما يكتسب فهو تلك الثقافات التي يفتش عنها الفنان ويجعلها تتراكم في خياله فتضيف إلى معارفه أشياء تساهم في تطوير لوحته التي يرسمها.
وأشارت الفنانة الملا إلى أن رسم اللوحة يأتي باندفاع من حالة يعيشها الفنان وبالفطرة والضرورة هو يمتلك القدرة على أداء ما يدور في نفسه وهذا نجده عند أغلب الفنانين ولا سيما الذين يستطيعون مواكبة الواقع فيعبرون عنه بألوان لا تختلف عما هو موجود لكن طريقة الأداء تحمل أهدافاً مؤثرة تسعى للأفضل وللأجمل.
وقالت الفنانة الملا “أنا استخدمت الفحم ورسمت الأسود على الأبيض وتعاملت مع كل الألوان ما عدا الألوان المائية لأن ما يدور في نفسي هو سيد الموقف وهو الذي ينتقي كيفية التعامل مع الألوان فكانت الألوان الزيتية هي الأفضل”.
ورأت الفنانة الملا أنه من الخطأ أن يقدم فنان على الرسم ما لم يتمكن من تحويل هذه الأشياء الجامدة إلى حياة تعبر عن أمل جديد لمن يرى هذه اللوحة وإن المعارض التي تقام والتي تقدم لوحات لا يتمكن الإنسان التعامل معها بحجة الرمز أو أي شيء آخر فهي لوحات فاشلة لأن الفن قيمة وهذه القيمة تسعى لتراكم الجمال والمحبة في النفس البشرية.
يذكر أن الفنانة سمر الملا تفضل الألوان الزيتية وتفضل رسم الطبيعة الهادئة وقامت بالكثير من المعارض.
محمد الخضر