حمص-سانا
الشاعر طالب هماش ينتمى إلى الاتجاه الرومانسي الغنائي المثقل بالوجع والحزن فهو كما أطلق عليه محبوه وأصدقاؤه.. شاعر الناي الحزين.
عن بداية تجربته مع القصيدة قال هماش رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بحمص فى حوار لسانا الثقافية.. على ما أذكر سيطر على احساس غامض حين شاهدت لأول مرة مالك الحزين وهو يقف على شاطئ النهر يتوسط مشهدا فى غاية الروعة والجمال فيما بعد اكتشفت أن هذا الطائر ما هو إلا طائر القصيدة التي راحت تتراقص كلماتها فى مخيلتي وتخفق كالأجنحة.
وعن دافعه للكتابة قال هماش الذي تمتد تجربته الشعرية لثلاثين عاما هو دافع مجهول يختبئ بين طيات السر محاطا بالغموض والكتمان يسعى للتعبير عن معاناة الإنسان وإحالتها إلى مشهد بصرى وهو سر فني وبالتالي فالكتابة سر والفن سحر وبدون السر والسحر لا جدوى منهما.
وعن دور الشعر أوضح أن دور الشعر يشبه إلى حد بعيد دور الأغنية المغناة بصوت جميل خصوصا والقصيدة ليست سوى انسجام ما بين الكلمات والأصوات والصورة البصرية المتخيلة وحين تتلاقح هذه المسميات بسهولة ودون قسر يمكن أن تتحول إلى روح شعر.
أما اللوحة بحسب ما أوضحه هماش فهى مناخ للاسترخاء النفسي في غابة من ألوان نعيش بداخلها كما لو أننا نحن نجسد جمالية اللوحة التي تمد الشعر بالخيال المحسوس لإنتاج الصورة الشعرية وتجسيدها بصريا عبر اللغة وغالبا ما تنتقل الفكرة من اللوحة إلى القصيدة ومن ثم إلى الموسيقا والمشهد.
أما عن التراث وعلاقته بالشعر فيبين هماش رئيس جمعية الشعر أن معادلة المعاصرة والتراث لا يمكن تجاوزها لاى شاعر شغوف ذلك أن عليه أن يقرأ النماذج الحقيقية ويستفيد من ابتكاراتها فكيف يمكن أن نتعرف على اللغة الشعرية فى أجمل صورها دون المرور بالمتنبى وأبي نواس والمعري.
وعن الوطن في شعره يقول هماش أنا أكتب الآن الوطن بشكل مجازي انه يشكل الخلفية لجميع المشاهد البصرية المتخيلة عبر اللغة التي تألمت وتوجعت لكن من طبيعتى أنني لا أحب النصوص المباشرة التي تفتقر إلى الجهد بقدر ما أميل إلى النص الإبداعي المحكم المشغول بهدوء.
وتتعدد وتتنوع عنده القصائد التي أحبها فهناك القصائد المجروحة ذات الرنين الحزين وهناك القصائد الرقراقة وهناك القصائد التي تشبه النوافير في رقصها الأنثوي تحت أماسي الصيف وهناك قصائد عازف الناي وقصائد الشاعر الجوال وقصائد البادية المحكومة بالنواح.
يذكر أن أهم إصدارات الشاعر الشعرية.. نبوءة الثلج والليل- آخر أسراب العصافير- راهبة القمح الحمامة- كأني أمومة هذي الحياة- عم مساء أيها الرجل الغريب- آخر بيت في مرثية مالك- نادب الحياة الأحزن- نحت فراتي لتمثال الغريب- النادم- المتأمل عند نهاية الأمواج- اليوم أنهيت البكاء على حبيبتي- شباك الموسيقار- حراس الحزن الليليون وهو آخر إصدار شعري للشاعر عام 2013.
صبا خيربيك