موسكو-سانا
انتقدت موسكو بشدة تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي حول أوضاع حقوق الإنسان في العالم لافتة إلى أن الولايات المتحدة تمارس ازدواجية المعايير وتعاني “جنون العظمة”.
وذكرت وكالة نوفوستي أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وصفت في موجز صحفي اليوم التقرير الأمريكي بأنه “فارغ إلى حد كبير” مشيرة إلى أن الجزء الخاص منه بوضع حقوق الإنسان في روسيا “مشبع بالمعايير المزدوجة”.
وأوضحت زاخاروفا أن على الولايات المتحدة أن تفرق بين دول جيدة وسيئة اعتمادا على ما إذا كانت تتبع الإرشادات الاستراتيجية الأمريكية أو لديها رؤية خاصة بها لكيفية العيش والتطور لافتة إلى أن “الولايات المتحدة لا تجري استعراضا شاملا من هذا النوع لوضع حقوق الإنسان في أراضيها على الرغم من أن مسؤوليها يلجؤون من حين إلى آخر للحديث عندما يقتضي الأمر ذلك عن انشقاق ومخالفات حقوقية في مجتمعهم”.
وذكرت زاخاروفا برد واشنطن على التقرير الذي أعدته الصين بشأن حقوق الإنسان في أمريكا قائلة “نظرا لردها على هذا التقرير.. يبدو أن جنون العظمة الذي تعاني منه الولايات المتحدة فيما يخص تطبيق معايير حماية حقوق الإنسان في أراضيها يتفاقم”.
وادعى التقرير الأمريكي المذكور المؤلف من أكثر من 100 صفحة لهذا العام أن “الحقوق السياسية للمواطنين الروس مقيدة بشدة”.
من جهة أخرى أكدت زاخاروفا أن محاولات الاتحاد الأوروبي التحدث “من موقع القوة” يهدد بتقويض العلاقات الدولية موجهة انتقادات شديدة اللهجة الى المفوض السامى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية جوزيب بوريل على خلفية التصريحات التى أدلى بها مؤخرا بشأن روسيا والصين.
وقالت زاخاروفا إن “التصريحات التى اتهم فيها بوريل موسكو وبكين بالسعى الى توحيد الجهود فى مواجهة العالم الغربي.. والنهج الخارجي الذي يتبعه الاتحاد الأوروبي عموما يمثل محاولة لتشويه كل شيء جذريا”.
وشددت الدبلوماسية الروسية على أن “الاتحاد الأوروبي وليس موسكو أو بكين من يتبع نهجا معاديا ويبتعد أكثر فأكثر عن جيرانه في أوراسيا من خلال بياناته وإجراءاته العقابية الأخيرة بحق روسيا والصين” موضحة أن “المفوض الأوروبي يستخدم نبرة دبلوماسية تعود إلى حقبة الحرب الباردة ويقدم عقلية التكتلات التى عفا عليها الزمن”.
وحذرت المتحدثة الروسية من أن بروكسل في حال مواصلتها هذا النهج تواجه خطر أن تجد نفسها على هامش التنمية الاقتصادية العالمية التى ينتقل مركزها الى اسيا حاليا مضيفة “خلافا عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فان الصداقة بين روسيا والصين ليست موجهة ضد أى جهة ثالثة بل أنها تحظى بقيمة على حد ذاتها ولا تتأثر بتغيرات الظروف الخارجية”.