دمشق-سانا
يجد الأديب الطبيب نزار بني المرجة في الشعر صديقاً له رافقه منذ طفولته من منطلق أن الكلمة سلاح بيد الكاتب في الدفاع عن المجتمع والوطن والإنسان.
بني المرجة الذي بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة كحال الكثير من الشعراء يوضح في مقابلة مع سانا أنه كان لوالده أثر كبير في توجيهه نحو عالم الأدب بما كان يجلبه إلى البيت من صحف ومجلات أدبية تعرف عبرها على كتاب كبار مثل زكي الأرسوزي.
وكانت قصيدة بني المرجة الأولى عمودية تتغنى بفلسطين ونالت استحسان أستاذه صلاح الدين البحرة ليتابع بعدها إرسال القصائد إلى الصحف والمجلات فضلاً عن مشاركته في الأنشطة الأدبية لاتحادي الشبيبة والطلبة في الجامعة إلى جانب شعراء ظهروا في تلك الفترة كعلي الجندي وعلي كنعان وممدوح عدوان وفايز خضور ومحمد الفراتي.
ويتحدث بني المرجة بكثير من الحنين عن مجلة جيل الثورة وإذاعة صوت الطلبة التي كانت تملأ الساحة آنذاك وكان ينشر عبرهما أدباء وشعراء جيله.
ولدرجة تعلق بني المرجة الطالب بالشعر فإن كاد أن يتأخر على امتحان التخرج لمشاركته في مهرجان شعري عام 1978 ولكنه في النهاية فاز بجائزة المهرجان وتخرج في كلية طب الأسنان.
وعن مجموعته الأولى أفراح الحزن القارس الصادرة عام 1982 أوضح بني المرجة أنها نالت حقها من الدراسات رغم صغر حجمها وكتبت عنها عشرات الدراسات النقدية في الصحف والمجلات المحلية والعربية كما تناولها بالنقد الشاعر العراقي الكبير الراحل بلند الحيدري ما شكل له دافعاً قوياً للاستمرار وتطوير تجربته الإبداعية.
ويستعرض بني المرجة مجموعاته التالية من (سيد الماء والتراب) التي صدرت بعد عقد من الزمن واحتفى عبرها بالوطن وتضحيات شهدائه وانتصاراته بنصوص مالت بمعظمها إلى الحداثة الشعرية ثم مجموعة (قصائد حب دمشقية) التي أصدرها مع مجموعة شعراء منهم كمال فوزي الشرابي ومجموعة (بوح) التي حملت الهم الاجتماعي والوجداني والوطني والانساني ضمن بناء حديث للقصائد أخذ شكل التفعيلة.
كما أشار الشاعر بني المرجة إلى مجموعته (نام الغزال) التي تنوعت قصائدها بين الومضة الشعرية والقصيدة المطولة وبين التفعيلة والعمودي كما تنوعت همومها بين الانساني والوجداني إضافة إلى احتفائه ببعض قصائدها برموز الشعر العربي والعالمي كسعدي الشيرازي مبيناً أن مجموعته الشعرية (البندقية والكمان) التي أصدرها عام 2016 مقاطع شعرية ونثرية تمثل انطباعات الشاعر عن الدمار والجرائم الإرهابية والآلام التي سببتها الحرب على سورية.
ويؤكد بني المرجة أن رسالة الشعر حمل قضايا الوطن والإنسان فالشاعر لا يكتب لنفسه وإنما إلى القارئ معتبراً أن من واجبه نقل أي صورة أو قيمة أو موقف قد لا يكون متاحاً أو واضحاً للآخرين عبر رسالة القصيدة.
والشاعر وفقاً لبني المرجة ينظر إلى الأشياء بطريقة مختلفة فهو يرى الشجرة كائناً حياً يحتاج إلى الرعاية حتى تكبر وتسهم في خلق عالم جميل ويجب حمايتها من الأذى لافتاً في هذا الصدد إلى تقديمه لرواية الأديب الراحل بديع حقي (الشجرة التي غرستها أمي) والتي تحول مكانها إلى عمارة وإلى الشجرة التي كان يستظل بفيئها الشاعر محمد الفراتي في مقهى الحجاز ولم تعد موجودة اليوم.
ولدى بني المرجة موهبة في التصوير الضوئي تجلت على غلاف كتابه (سيد الماء والتراب) والذي تضمن صورة التقطها لشاطئ بحيرة سد القلمون بين مدينتي النبك ودير عطية والتي أخرجها الفنان عبد الرحمن مهنا وفيها تناغم بين الماء والأمواج والأرض.
بلال أحمد