دمشق-سانا
“النص الثالث” مصطلح نقدي معاصر يعنى بدراسة وتحليل النصوص النقدية التي تعالج المنتج الأدبي بالنظر إلى النقد كنشاط معرفي له متطلباته والتي تجعل منه أيضاً مجالاً رحباً للدراسة والتحليل.
ويسعى الأديب والناقد الدكتور نضال الصالح في كتابه الجديد الصادر تحت عنوان “النص الثالث” دراسات في نقد النقد” وهو الكتاب الحادي عشر في سلسلة مؤلفاته النقدية والخامس والعشرون في سلسلة منجزه الأدبي والنقدي عامة إلى نفي الاعتقاد الذي يروج له بعض الأدباء بأن النقد يعتاش على الأدب وأنه لولاه لما كان موجوداً فضلاً عن اعتقاد مماثل لبعض النقاد بأن النص الثالث ظهر كرديف للنقد ولولاه لما ظهر.
ويعتبر الصالح أن كلا الاعتقادين يتجاهل أهمية وضرورة وجود الحقلين معاً “النقد ونقد النقد” إلى جانب الإبداع فالأول شرط لحياة النص الأدبي والثاني شرط لإعادة الاعتبار إلى الدرس النقدي الذي قد يختلط فيه الحابل بالنابل والأعمى بالبصير والناقد العالم بالناقد المتعالم.
يتضمن الكتاب سبع دراسات تنطوي جميعاً تحت عباءة نقد النقد والذي أثر المؤلف مصطلح “النص الثالث” بوصفه ثالث ثلاثة نصوص ترتبط فيما بينها بعلاقة نسب وهي النص الأدبي والنص النقدي والنص الذي يشتغل على الثاني مسائلاً مرجعياته النظرية وأدواته الإجرائية ووعي منتجه بالمصطلح النقدي.
الكتاب الذي أهداه المؤلف لروح الناقد السوري الراحل الدكتور محيي الدين صبحي تضمن دراسات أنجزها الصالح بتكليف من جهات أكاديمية ومؤسسات ثقافية عربية فكانت أوراقاً بحثية شارك فيها بمؤتمرات علمية عربية.
وجاءت الدراسات تحت عناوين “النقد الروائي في سورية” و”الوعي النقدي عند غالب هلسا” الأديب الأردني الذي توفي في دمشق قبل 32 عاماً و “أديب نحوي في مرآة النقد” وهو روائي وقاص سوري راحل و “النقد الخاص بإبداع عمر أبو ريشة الشعري” و”محيي الدين صبحي ناقداً روائياً” و “من فكرة القصة إلى الجنس الحائر” و”مدخل إلى تجربة نقدية”.
يذكر أن الكتاب صادر عن دار سويد للنشر والطباعة التوزيع بدمشق أما الدكتور نضال الصالح فهو من مواليد مدينة حلب عام 1957 حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة حلب في النقد الأدبي الحديث بدرجة امتياز كما أنه عضو في جمعية النقد الأدبي باتحاد الكتاب العرب حصل على عدد من الجوائز وشهادات التقدير من مؤسسات ثقافية سورية وعربية إضافة إلى كونه أستاذاً للنقد الأدبي الحديث في جامعة دمشق.
سامر الشغري