الشريط الإخباري

إلياس سمعان.. موسيقي كرس نفسه لتنشئة أجيال موسيقية تثبت حضورها

اللاذقية-سانا

مع إيمانه أن “الحياة دين ووفا وأن ما نقدمه.. رسالة” عاد المايسترو إلياس سمعان إلى بلده سورية بعد أن أتم دراسته الموسيقية بالعاصمة اليونانية أثينا حائزاً شهادة جامعية من كلية العلوم الموسيقية وشهادة المعهد الوطني اليوناني “دبلوم في الموسيقا البيزنطية” لينقل ما تعلمه إلى أطفال مدينته اللاذقية ويكون مساهماً في تنشئة أجيال تثبت حضوراً في المسابقات المحلية والدولية.

عازف العود في الفرقة الوطنية للموسيقا الشعبية اليونانية والذي عزف معها على أهم المسارح داخل وخارج اليونان يرى في حديث لـ سانا الثقافية أن مكانه في بلده وأنه وضع منذ عودته أهدافاً تتجلى بأن يكون مدرساً متخصصاً في الموسيقا من خلال التدريس الأكاديمي في كلية التربية الموسيقية بحمص ومعهد محمود العجان حيث كان من بين الفريق التدريسي الذي استقبل أول طالب وشارك مع كادره بوضع أسس دقيقة لتعليم الأطفال وفق مناهج أكاديمية.

صانع الكورالات هو اللقب الذي حازه سمعان في اللاذقية لأنه أنشأ العديد من فرق الغناء الجماعي للصغار من كورال الراعي الصالح للأطفال التابع لمطرانية الروم الأرثوذكس باللاذقية عام 2006 والذي شكل باكورة التجارب الكورالية في المحافظة كما أسس مع الأمانة السورية للتنمية كورالاً للأطفال عام 2009 وكورال براعم في الـ 2013.

ومع معهد محمود العجان أسس كورال الأطفال الخاص بالمعهد والذي تعاقب عليه أساتذة مختصون كما أسس كورالاً متعدد الأصوات والذي يعتبر أول تجربة سورية في هذا الإطار والذي ضم أطفالاً من عمر 10 حتى 17 عاماً ويتطلب مقدرة تقنية عالية على الغناء ويحتاج إلى تحصيل علمي عال.

وفي مجال العمل التطوعي الذي قدم فيه سمعان الكثير أسس كورال حلم للأطفال عام 2016 بالتعاون مع مشروع حلم التابع لدائرة العلاقات المسكونية والتنمية ببطركية أنطاكية وسائر المشرق والذي شكل للكثير من الأطفال ممن حرمتهم الحرب من تعليمهم وأبسط حقوقهم بيئة حاضنة وداعمة وآمنة ساعدتهم على العودة إلى مدارسهم والتميز بها من خلال الثقة بالنفس التي منحتها لهم.

وعن حلمه الذي وضعه في مجال تأليف الموسيقا يعتبر سمعان أن هذا الحلم مازال مؤجلاً في الوقت الحالي وإن كان لم يبتعد عنه كلياً من خلال التأليف الموسيقي لبرامج غنائية للكورالات التي يشرف عليها إضافة إلى تأليفه عشرات الأغاني الخاصة بالأطفال حيث يحرص على أن تحمل جميعها هدفاً توعوياً وتربوياً وأن يقدمها ضمن إطار لحني وتوزيع موسيقي يناسب أعمارهم.

سمعان الذي يشغل رئيس قسم الصولفيج في معهد العجان يحرص على أن يبتكر طرقاً تدريسية حديثة تساعد الطلاب في تقبل المادة العلمية وتجذبهم إليها من خلال تطوير مجموعة من الألعاب القادرة على إيصال المعلومة بسهولة ليؤكد بذلك مقولته “عندما تحب.. فأنت تعلم المحبة.. عساني أن أدعى معلماً”.

فاطمة ناصر