فيينا-سانا
دعا الرئيس النمساوي هاينز فيشر آل سعود إلى العفو عن المدون السعودي رائف بدوي معبراً عن قلقه من سوء الحالة الصحية التي يعاني منها بعد أن حكمت عليه السلطات السعودية بألف جلدة بسبب انتقاده لممارسات النظام.
وقال متحدث باسم الرئاسة النمساوية “إن الرئيس فيشر وجه رسالتين نهاية هذا الأسبوع إلى كبار المسؤولين في السعودية دعا فيهما إلى احترام حقوق الإنسان في المملكة واصفا تلك العقوبات بحق بدوي بأنها غير إنسانية ونوع من الانتهاكات المرفوضة ومحذراً من خطورة توابعها على مستقبل حوار الأديان وأنها تؤثر سلباً على تفاهم الحضارات مؤكداً ضرورة احترام النظام السعودي للاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة”.
وأضاف المتحدث “إن الرئيس فيشر التقى خلال هذا الأسبوع السفير السعودي في فيينا وأعرب خلال الاجتماع عن قلق النمسا حول مصير بدوي وضرورة المحافظة على سلامته وإخلاء سبيله لأسباب إنسانية وصحية”.
وكانت الأمم المتحدة أعربت عن قلقها الشديد إزاء عقوبة الجلد العلني على المدون السعودي بدوي الذي تم اعتقاله ومحاكمته وإدانته بسبب ممارسته السلمية لحقه في حرية التعبير وحرية المعتقد.
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن القلق إزاء الأحكام القاسية التي تفرضها سلطات آل سعود ضد المدافعين عن حقوق الإنسان.
يشار إلى أن بدوي مؤسس موقع الليبراليون السعوديون وحائز جائزة مراسلون بلا حدود لحرية التعبير للعام 2014 وقد حكمت عليه السلطات السعودية بـ 1000 جلدة بسبب انتقاده لممارسات آل سعود.
من جهة أخرى شارك المئات مساء اليوم في مظاهرة أمام سفارة آل سعود في العاصمة النمساوية فيينا احتجاجاً على تردي أوضاع حقوق الإنسان في السعودية واستمرار الانتهاكات الإنسانية وتضامناً مع البدوي مطالبين بوقف آلة التعذيب السعودية واحتقار الإنسانية واحترام الأديان والسماح بحرية الإعلام والصحافة والرأي وحقوق المرأة.
في سياق آخر انتقد كاردينال النمسا كريستوف شونبرن مجلة شارلي ابيدو الفرنسية لنشرها رسوما ساخرة من الأديان السماوية معرباً عن قلقه من تزايد الانتهاكات والسخرية من الأديان.
ونقل موقع فيينا الالكتروني عن الكاردينال شونبرن قوله في تصريح لوكالة الأنباء النمساوية انه يجب احترام رموز الأديان داعياً في الوقت ذاته إلى ضرورة وأهمية وضع حدود لحرية الصحافة والإعلام والرأي.
وأكد الكاردينال النمساوي أن الرسوم الساخرة ليست مبرراً للهجوم الإرهابي على مجلة شارلي ايبدو وقتل المدنيين لافتاً إلى أن المجلة لم تتردد قط بنشر صور تسخر فيها من الدين المسيحي والإسلامي على السواء.