بغداد-سانا
تواصل الدول الغربية والممالك الخليجية التي تدعي الحرب على الإرهاب نهجها بدعم التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم “داعش” إذ كشف نائب أمين عام “حزب الله الثائرون” في العراق حسين الرماحي عن عثور القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي على أسلحة تعود إلى مملكة آل سعود في المناطق التي سيطر عليها الجيش العراقي مؤخرا بعد دحر تنظيم “داعش” الإرهابي منها.
وقال الرماحي لمراسلة سانا في بغداد “إن هذه الأسلحة كانت تلقى لإرهابيي “داعش” عن طريق طائرات مجهولة الهوية بتنسيق مع الجانب الأمريكي” مشيرا إلى العثور في مناطق تم تحريرها من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي وتحديدا في مناطق الطارمية شمال العاصمة بغداد على صناديق للسلاح تحمل شعارات دالة على مملكة آل سعود.
وأضاف الرماحي “إن طائرات التحالف الدولي شوهدت وهي تلقي بأكداس الأسلحة لعصابات تنظيم داعش الإرهابي”.
ويرى مراقبون أن تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق يمتلك أسلحة لا تنضب رغم الحصار المفروض عليه من جميع الجبهات العراقية ورغم خسائره الهائلة في الأرواح والمعدات والأسلحة ما يثير أسئلة حول مصادر تسليحه ويبرز الشكوك في حقيقة محاربته من قبل الدول التي دعمته وسلحته ومنها السعودية وقطر وتركيا وأميركا فيما يسمى “التحالف الدولي” ضد “داعش”.
بدورها كشفت النائبة في البرلمان العراقي عن دولة القانون نهلة الهبابي عن استمرار تلقي تنظيم “داعش” الإرهابي لإمدادات عبر طائرات لا تعرف هويتها في المثلث الرابط بين العراق وسورية وتركيا.
ومع انحسار موجة المشاركة الإقليمية الزائفة في الحرب على تنظيم “داعش” الإرهابي واتضاح أن “التحالف الدولي” غير جاد في محاربته وأن ضرباته الجوية لم تؤثر على قدرات التنظيم في العراق فإن الوقائع تشير وفق ما يرى مراقبون إلى وجود مؤامرة لاستنزاف العراق وطاقاته بإطالة أمد الحرب المزعومة ضد الإرهاب.
وكانت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين قد كشفت في بداية العام الحالي عن أن طائرات مجهولة ألقت أسلحة وعتادا لتنظيم “داعش” جنوب شرق تكريت مبينة أن هناك دولا تريد أن تبقي العراق تحت احتلال “داعش”.
وقال رئيس اللجنة جاسم الجبارة في تصريح له اليوم “إن مصادرنا الاستخبارية تلقت انباء تفيد بقيام طائرات مجهولة بإلقاء أسلحة وعتاد إلى تنظيم داعش الإرهابي بالقرب من شركة الدواجن في قضاء الدور جنوب شرق تكريت شمال غرب بغداد”.
وأضاف الجبارة “إن هذه الحالة ليست الأولى حيث سبق إن ألقت طائرات مجهولة أسلحة وعتادا لتنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة يثرب جنوب تكريت ومناطق متعددة من صلاح الدين وكذلك في الموصل”.
ونشرت عدد من وسائل الإعلام المحلية العراقية في 26 كانون الأول الماضي مقطع فيديو يعرض قيام إحدى طائرات “التحالف الدولي” بإسقاط بالون يحمل أسلحة ومعدات على منطقة الخضيرة الشرقية جنوب محافظة صلاح الدين وسط العراق فيما كشف قاسم مصلح أمر لواء إحدى تشكيلات الحشد الشعبي العراقي عن رصد هبوط طائرة أمريكية في منطقة يثرب التابعة لقضاء بلد جنوب مدينة تكريت لتزويد المجاميع الإرهابية بالأسلحة والعتاد.
يذكر أنه في إطار الانتقادات المتزايدة والأصوات المطالبة بوضع حد لتدفق الأموال الخليجية إلى يد التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق أكد وزير الداخلية البريطاني السابق ديفيد بلانكيت منتصف شهر تشرين الثاني الماضي أن مشيخات الخليج وعلى رأسها قطر تقوم بالنفاق والازدواجية في التعامل مع الإرهاب مشيرا إلى أنه على الرغم من انضمام هذه الدول إلى ما يسمى “التحالف الدولي” لمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي إلا أنها تستمر في التغاضي عن ممولي التنظيمات الإرهابية وتمنحهم حصانة كاملة من القانون.