دمشق-سانا
التصميم فن يتم من خلاله تشكيل الأفكار وصياغتها لتطبيقها عملياً وتكون هذه الصياغة بدراسة جميع الجوانب المتعلقة بهذه الفكرة ووضع تصور مبدئي للشكل الذي ستكون عليه مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب التي ستتأثر بها هذه الفكرة عند تنفيذها عملياً وتأثيرها بالبيئة التي ستوضع فيها.
ويقول الفنان أمجد عبيد في حديث لـ سانا إن التصميم يشمل مناحي عديدة ولا بد من أن يلعب الفن دورا كبيرا في إنجازه ولاسيما عندما يأخذ الشكل التكويني للوحة معينة تعطي هذه اللوحة معنى لافتا للمضمون الذي تحتويه فلا بد من أن يكون هناك ابتكار جديد على الفكرة يساعد في تقويتها ولفت النظر إليها.
ويضيف غن الفن يلعب دورا كبيرا في المراحل الأولى للتصميم ولا سيما أن المنتج التصميمي غالبا ما يحتاج إلى رسم على الورق وهذا الرسم لابد من أن يكون إبداعا مبتكرا وجديدا.
ويرى عبيد أن الفنان السوري يمتلك قدرة فائقة على التصميم بكل أنواعه لذلك اعتمدت كثير من الشركات العربية والعالمية على إبداعاته نظرا لتميزه ويعتبر هذا الأمر ذو أساس حضاري يمتد ويتوغل في القدم لأن الإنسان السوري يمتلك هذه القدرة منذ قرون بعيدة.
وقالت روز سليمان مخرجة في مجلة الأزمنة ودار الشرق “قد يكون إعادة توظيف الصورة بما يتلاءم مع الإمكانيات المتوافرة بفضل برامج التصميم تحد ليس من الممكن تخطيه أو تحييده جانبا” مضيفة إن حياة البرمجة تمتد بسرعة لتغزو فيها التفاصيل الحياتية والتواصل الاجتماعي والعملي.
وأوضحت أن التصميم البرمجي هو عملية استحضار حالة وتوظيفها لصالح المنتج الفني من الناحيتين الضمنية والشكلية الجمالية ولا سيما في عصر يدعى عصر الصورة مشيرة إلى أن الاهتمام بالصورة البصرية ضروري لتخليص الكائن من كسله القسري وتوجيهه مبدئيا للاطلاع على ما يحتويه المنتج سواء كان كتاب أو مجلة أو جريدة.
من جانبه اعتبر الفنان محمد عبد الباسط بازركان أن فن التصميم يرتكز على الموهبة وأن الدراسة الأكاديمية تعمل على صقله فقط وربما تلعب الخبرة دورا أكثر من الدراسة في ذلك إضافة إلى الثقافات البصرية التي يجمعها الخيال مع الحاجة إلى اتقان اللغات ومواكبة التطورات وخاصة التي تتقدم على الشبكة الالكترونية حتى يبقى المصمم في حالة إبداع جديدة.
ولفت بازركان إلى أن موهبة الخط التي يمتلكها ساهمت بمساعدته على القدرة الناجحة بالتصميم إضافة إلى برنامج الفوتوشوب الالكتروني الذي يساهم أيضا بتحسين اللوحة المصممة وهذا يتبع لبراعة المصمم.
وأوضح بازركان أن التصميم يحتاج إلى مهارات دقيقة وعالية المستوى لأنه يتكون في أغلب الاحيان من حسابات هندسية تنجح بالمهارات وبالتكامل وهذا النجاح أيضا يساهم في تقدم العملية التجارية التي يسعى إليها بعض التجار.
في حين قال الفنان والمصمم نزار صافي نحن نعمل على تصميم الفكرة ثم نجسدها على اللوحة عبر خبراتنا وتقنياتنا بمساعدة الفوتوشوب وبرامج الفلترة التي نبتكرها ونعمل على صناعتها موضحا أن الفلتر الذي يبتكره المصمم والذي هو جزء من برنامج الفوتوشوب له أنواع منه ما يساهم في كتابة الخط وفي تصميم الصورة مبينا أن الخط وموهبته لهما الدور الكبير في حالة فنية جميلة خلال أي لوحة تصميمية.
أما المصممة والفنانة مها حسن فرات فترى ان الفن والجمال هما أهم مساحة يفكر ان يمتلكها الإنسان الذي يتمتع بإحساس وذوق رفيعين فمن خلالهما يقدم تصوراته الفكرية والجمالية وأن التصميم هو واحد من أهم الفنون الراقية التي يترجم الإنسان تصوراته وتطوراته الفكرية عبر أحاسيسه المدفونة ليكونها بإطار فني جميل.
وبقدر ما يكون الإنسان مرهف الإحساس وفقا للفنانة فرات تبرز لوحاته الفنية بصورة أعمق وأجمل إضافة إلى محبته لهذا العمل وتماهي وجدانه معه شرط إلا يخلط الفنان المصمم ذائقته بالرغبة في التكسب والبحث عن الفائدة موضحة أنه “كلما التصق المصمم بذائقته واحساسه تتجلى جماليات الرموز وتظهر معطيات الحياة أكثر جمالا منعكسة على فنه وطبائعه”.
بدوره أشار الفنان هادي عبيد إلى أن المصمم يجب أن يتميز بصفات أساسية منها أن يكون صاحب خيال واسع وذاكرة حافظة وذكاء مميز إضافة إلى تميزه بالقدرة على الانتباه إلى أدق التفاصيل وأشدها تأثراً لأن أي خلل في عملية التصميم سينعكس بالضرورة على الفكرة عند تنفيذها وهو الفنان الذي يرسم ملامح الجمال للناس في البيئة المحيطة بهم في كل مجالات الحياة ويعكس تصوراتهم.
أما الفنان التشكيلي والنحات محمد جلال فيرى أن دخول آلة الحاسوب وبرنامج الفلتر والفوتوشوب قد يخرب العملية الفنية المرتبطة بالإحساس ولابد من ظهور علامات فارقة بين ما هو مرسوم عبر التشكيل اللوني وبريشة الفنان وبين ما هو مصنوع وفق ما يمتلكه خبير الفوتوشوب.
لذلك لا بد من التفريق بين التصميم الفني والصناعي فالأول يشكله الفن والإحساس والثاني تلعب به الخبرة الدور الأكبر وفي حال أراد الفنان أن يضيف شيئا على ذائقته سواء كان بالرسم أو الخط أو التكوين عليه أن يكون حذرا ليكون شيئا متكاملا يمكن أن يسمى الفن.
محمد الخضر وشذى حمود