حمص-سانا
يمتلك بعض اليافعين ملكات معينة هي ما يطلق عليها “الموهبة الفطرية” التي إذا اكتشفت في مرحلة مبكرة وتعهدت بالعناية والرعاية فإنها سوف تصقل ويكون لها مستقبل كبير في خدمة مجتمعها.
بالتأكيد الطالب محمد فاروق العبد الله ممن وهبه الله هذه الموهبة الفطرية فهذا اليافع الذي لم يتجاوز السادسة عشرة من العمر عرف الإبداع والابتكار منذ ثلاث سنوات حيث صمم مبردا يعمل على أنصاف النواقل نال عليه الجائزة الثالثة في الدورة الاستثنائية لمعرض الباسل للاختراع والإبداع عام 2018.
الظروف التي يمر بها الشعب السوري جراء الحصار الأمريكي دفع هذا اليافع للعمل على تطوير اختراعه حيث يمكن الاستفادة منه لدى شريحة كبيرة من الناس.
ويوضح العبد الله وهو طالب في الصف الأول الثانوي في مدرسة خالد بن الوليد بحمص لـ سانا الشبابية أن ابتكاره في عام 2018 كان مبردا يعمل على أنصاف النواقل ويتم التحكم به عن طريق اردوينو مشيرا إلى أنه أدخل على هذا المشروع تعديلات وتحسينات غيرت شكله الخارجي وطريقة تبريده حيث يمكنه العمل بالتبريد المائي أيضا ويمكن استخدامه كمكرويف يعمل على الهواء وهو يراعي الواقع الكهربائي بخصوص إمكانية تشغيله على مدخرة 12 فولط.
ووفق محمد فإن ابتكاره يمكن أن يستخدم في البيوت والمشافي والمطاعم وفي السفر ولتخزين المواد الطبية التي تنقل من مكان لآخر وهو سهل الاستخدام والنقل.
ويروي الشاب محمد أن قصته مع الإبداع بدأت منذ كان طفلا في الصف الخامس حيث كان يقوم بتفكيك الألعاب والتعرف على أسرارها وآليات عملها ليعيد تركيبها ومن ثم أصبح يدخل عليها تعديلات لتقوم بأكثر من وظيفة لافتا إلى أن الفضاء الواسع للشبكة العنكبوتية وبحثه الدائم في دهاليزها صقل معارفه وخبراته ومكنه من برمجة عدد من الألعاب.
أسرة محمد اكتشفت موهبته في وقت مبكر فغمرتها بالرعاية ووفرت الظروف التي تسمح لها بالانطلاق… ويقول محمد: “اهدي والدي منذ ثلاث سنوات جهاز محمول استطعت تعريبه وعدلت في نظامه ومن وقتها غمرتني أسرتي ولا سيما والدي بكثير من الرعاية والاهتمام وكذلك أسرتي التعليمية التي وجدت فيها الثقة والطمأنينة لإنجاز الأفضل دائما”.
الطموح عند محمد لا يقف عند حد ومشاريعه المستقبلية كثيرة فها هو يتشارك مع زملاء له انجاز بيت صحي يعمل بأسلوب ذكي ويدعو محمد في ختام حديثه أصحاب المواهب إلى الايمان بقدرتهم والعمل على تطوير مواهبهم كل في مجاله بما يعود بالنفع على مجتمعهم ويسهم في مسيرة الاعمار في بلدنا.
مدير مدرسة خالد بن الوليد طالب شتور لفت إلى أن ما يميز الجيل الجديد تعطشهم للولوج في عالم التقنيات الحديثة وهناك الكثير من الشباب المتحمس للإنجاز والاختراع مع توفر بيئة تعليمية وتربوية تحفز وتشجع على الابتكار وتدعم المشاريع الرائدة.
ويقول مدرس مادتي الفيزياء والكيمياء بالمدرسة مازن عيون السود إن ما يميز اختراع محمد أنه يعتمد على أنصاف النواقل ضمن دارة صغيرة ويحافظ على البرودة وفق درجة يمكن التحكم بها كما يمكن استخدامه كسخان أيضا.
تمام الحسن