باريس-سانا
بعد أن لعب دورا كبيرا في تنامي الإرهاب والتطرف من خلال دعم التنظيمات الإرهابية في سورية على مدى السنوات الماضية وأسهم في تمدده وارتداده حتى طال العاصمة الفرنسية نفسها ظهر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم متباكيا على المسلمين باعتبارهم أول ضحايا ما سماه “التعصب والتطرف وعدم التسامح”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن هولاند قوله في كلمة ألقاها في معهد العالم العربي بباريس اليوم إن “أول ضحايا التعصب والأصولية وعدم التسامح هم المسلمون” دون أن يحدد مسؤوليات ومبررات هذا التعصب الذي أسهمت أدوات الحكومات الغربية بالأقليم كنظامي آل سعود وحزب العدالة والتنمية في تركيا بتناميه وتمدده مشيرا إلى أن ما سماه “التطرف الإسلامي” استفاد من كل التناقضات وكل التأثيرات وكل البؤس وانعدام المساواة وكل النزاعات التي لم تلق تسوية منذ زمن طويل.
ويأتي تباكي هولاند هذا على المسلمين ضمن خطاباته التضليلية المتكررة والتي يحاول من خلالها إظهار نفسه وحكومته كضحية للإرهاب فيما تؤكد كل الوقائع وحتى تصريحاته الدور الذي لعبه مع حلفائه في الولايات المتحدة وبريطانيا وأدواتهم في المنطقة من نظام رجب طيب أردوغان في تركيا إلى ممالك ومشيخات الخليج في ظهور هذا الإرهاب ونموه وتمدده.
وتكفي الإشارة إلى ما اعترف به هولاند مؤخرا عن قيام بلاده بتزويد الإرهابيين في سورية بالأسلحة منذ عدة أشهر سابقة عندما صرح خلال زيارة قام بها إلى جزيرة رينيون الفرنسية وتفاخر بتسليم هذه الأسلحة لمن سماهم حينها بالثوار بينما تؤكد الوقائع الميدانية أن ارتكاب هؤلاء جرائمهم يتساوى ولا يقل وحشية عن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها تنظيمات إرهابية كداعش والنصرة والقاعدة.
وتؤكد عشرات التقارير الاستخبارية بما فيها الفرنسية أن دعم فرنسا للتنظيمات الإرهابية في سورية أسهم في اتساع رقعة الإرهاب التي طالت مؤخرا عقر دار داعميه وعلى رأسهم فرنسا.
من جهة أخرى وفي سياق حمى التخوف من خطر الإرهاب الذي بات يهدد مختلف دول العالم تعهدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل خلال خطاب لها اليوم أمام البرلمان بعد ثمانية أيام من الاعتداء على أسبوعية شارلي آيبدو في باريس بتعزيز التدابير الأمنية ضد من سمتهم “مروجي الفكر المتطرف والمتطرفين بكل الوسائل القانونية المتاحة”.
وقالت ميركل إنه “ستتم محاربة مروجي الحقد والمجرمين الذين يرتكبون أعمال عنف باسم الإسلام ومن يقفون وراءهم والمنظرين المروجين للإرهاب الدولي بحزم وبكل الوسائل القانونية المتاحة”.
وفي تناقض مع السياسات الغربية التي لطالما أوجدت التبريرات للإرهاب لضرب بعض الدول التي عارضت مشاريع الهيمنة الغربية قالت ميركل “إنه لا يمكن لأي شيء أن يبرر الإرهاب” مضيفة “إن كل إرهابي يقوم بتفجير أو يطلق النار على أحد يدرك جيدا أنه يستهدف أشخاصا لا يعرفهم ولم يلحقوا به أي أذى … وبذلك فإن كل إرهابي يتخذ قرارا عليه أن يتحمل مسؤوليته”.
يذكر أن الدول الغربية عموما تعيش حاليا حالة من الخوف والترقب خشية تعرضها لهجمات تنظيمات إرهابية لطالما تلقت مختلف أنواع الدعم بالمال والسلاح من هذه الدول كما انضم إليها الآلاف من مواطني الدول الغربية والمقيمين فيها وسط تشجيع منها ضمن مشاريع ومخططات تهدف أساسا لخدمة مصالحها.