الشريط الإخباري

مشروع اقتصادي صغير يحقق نقلة نوعية لأسرة الشهيد قصي ديوب

اللاذقية-سانا

تتواصل الجهود الجماعية لدعم أسر الشهداء وتمكينها ماديا ومعنويا لمواجهة واقعها الجديد بعد سيل العطاءات التي قدمها ذوو الشهداء خلال الحرب السورية على الارهاب حيث يحتل ملف الشهداء و الجرحى الأولوية المطلقة بالنسبة لمختلف الجهات الرسمية و الاهلية الساعية باستمرار لتأمين متطلبات العيش الكريم لهذه الاسر عبر تمويلها للنهوض بمشروعات مولدة للدخل تكفل لها الامن الاقتصادي و الطمأنينة الداخلية و تساعدها على سد الاحتياجات المعيشية المتزايدة.

وكانت جمعية “إيثار” الخيرية بالتعاون مع فرع جمعية النحالين السوريين في اللاذقية قد مولت عددا من المشاريع الانتاجية الصغيرة استفاد من احدها والد و أخوة الشهيد قصي ديوب الذي ارتقى دفاعا عن أرض الوطن حيث قامت الجمعيتان بتزويد أسرة الشهيد بخلايا نحل للانطلاق في مشروع يؤمن لهم دخلا ماديا يفي بجانب من احتياجات الأسرة حيث أكد ياسر أحمد ديوب والد الشهيد قصي ان الجمعية قدمت له خليتي نحل عامرة قام بالاهتمام بها نظرا لامتلاكه معلومات وافرة عن كيفية تربية النحل.

وقال.. بالاضافة الى معرفتي ببعض الامور فقد عمدت جمعية النحالين الى الاشراف على المشروع منذ بدايته من خلال مشرف متخصص يقوم بتقديم المشورة اللازمة دوريا و تتمثل مهمته في تعليم المربي عددا من اساسيات هذا العمل من حيث تقسيم خلايا النحل وكيفية معالجة بعض الامراض وطريقة جني العسل والوقت المناسب لذلك بالإضافة الى ما تقدمه الجمعية من كتب متخصصة تساعد المربي في عمله .

كذلك بامكان المستفيد من مشروع كهذا ان يطلب المشورة المهنية من الجمعية في أي وقت كان حيث اكد ديوب انه احتاج لجملة من الارشادات و التوجيهات الاساسية بما يتصل بالمكان المناسب للمناحل و دورة حياة الخلية و مواعيد ترحيل النحل و أوقات الكشف على الخلايا و الامراض التي قد تصيب طائفة النحل و سواها.

2ويقوم ديوب بترحيل الخلايا مابين الجبل والسهل ففي فصل الصيف ينقل الخلايا الى الجبل حيث تتنوع الازهار والمراعي مابين الطيون و الزعتر البري و العجرم واكليل الجبل و الازهار الجبلية المختلفة وفي فصل الربيع يضعها بالقرب من بساتين الحمضيات اما في فصل الشتاء فإنه ينقلها الى القرى الساحلية لتحصل على الدفء والمرعى الجيد.

وذكر والد الشهيد انه خصص جل وقته و جهده لهذا المشروع فجاءت النتائج مثمرة حيث انتجت خلايا النحل خلال العامين الماضيين كميات جيدة من منتجات العسل و العكبر وحبوب الطلع و الغذاء الملكي و الشمع كما انه استطاع بفضل اهتمامه و متابعته الحثيثة للمشروع ان يضاعف عدد الخلايا ليصل الى أربع خلايا موضحا انه اكتسب خبرة إضافية وتعلم أشياء جديدة عن طريقة تربية النحل من خلال ممارسته لهذه المهنة على أرض الواقع.

واختتم مشيرا الى ان هذا المشروع حقق له نقلة نوعية من ناحية الدخل المادي حيث تمكن من تلبية احتياجات الاسرة بصورة أفضل بفضل المردود المادي لبيع منتجات الخلايا و هو ما لم يكن متاحا له لولا المساعدة الكبيرة التي قدمتها كل من الجمعيتين الممولتين مؤكدا ان المجتمع من حوله كان على الدوام و منذ استشهاد ولده حاضنا لكل أفراد أسرة الشهيد و داعما لهم ماديا و معنويا.

من ناحيته ذكر الدكتور عبد الله حاطوم رئيس فرع جمعية النحالين في اللاذقية ان فرع الجمعية و بالتعاون مع جمعية ايثار الخيرية يقدم خلايا نحل لأسر الشهداء ولجرحى الجيش العربي السوري ممن يتوافر لديهم مكان لاقامة المشروع بالإضافة الى بدلات نحل ولوازم أساسية للعمل وكتب خاصة حول تربية النحل كما تقوم الجمعية بإجراء اختبار تحسس للمستفيدين من هذه المشاريع تحت اشراف طبي تحسبا لأي طارئ قد يقع خلال الكشف عن الخلايا.

وأضاف .. نقوم بزيارة المشروع على ارض الواقع دوريا وتوجيه المربين وإبداء النصح و المقترحات كما يتم توزيع مندوبين ومشرفين من الجمعية لكل تجمع سكني في مختلف قرى المحافظة مهمتهم تعليم المربين كيفية الاشراف على خلايا النحل ومتابعتها وتقديم الاستشارات و المعلومات اللازمة حول كيفية التعامل مع النحل كما يتم تعريف المستفيدين من هذه المشروعات على النحالين القاطنين في قرى مجاورة للاستفادة من خبرتهم في هذا المجال.

وأوضح ان الجمعية أعلنت عن مشاريع زراعة النباتات الطبية والعطرية كالزعتر والميرمية والورد الجوري وغيره على ان تقدم الجمعية الشتول اللازمة للزراعة و مبلغا ماليا معينا يستطيع من خلاله المزارع الانطلاق بالمشروع بالإضافة الى تقديم الاستشاريين الذين يقومون بدراسة المشروع وجدواه الاقتصادية شرط توافر قطعة الأرض الزراعية اللازمة لذلك.

بشرى سليمان