الشريط الإخباري

الشاب مازن داؤود.. مؤلف موسيقي لم يتجاوز الـ20 من عمره

اللاذقية-سانا

بعد سنوات من الاستماع الى عزف اخيه على الغيتار ادرك الشاب مازن داؤود ان ما يكتنزه في داخله من حب للموسيقا يتجاوز حدود التذوق الى الرغبة العميقة بتعلم العزف و التبحر في هذا الفن الراقي فانتسب الى النادي الموسيقي في جامعة تشرين حيث تدرب على أيدي موسيقيين بارعين تمكنوا من تفجير الموهبة الكامنة فيه دون كثير عناء ليكتشف هو ومن حوله انه يملك ذاتا فنية بامتياز ما لبثت معالمها ان تبدت بعد وقت قصير من الدراسة و التدريب.

أكثر من عام ونصف العام استمر تدريب الشاب في المعهد على الة الغيتار بأنماطها المختلفة قبل ان ينبثق الى الضوء مبدع امتع جمهوره كل مرة بعزف يكاد يكون منفردا لشدة اتقانه و رهافة المشاعر التي تداعب اوتار هذه الآلة و نغماتها المتنوعة لكن داؤود لم يستكن لحدود ضيقة من التعلم و التدرب فبدأ بالانتساب إلى بيوت الموسيقا في المحافظة منذ العام 2008 متحولا الى نجم موسيقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وأشار داؤود في حديثه لنشرة سانا الشبابية الى ان آلة الفلامينكو ما لبثت ان استهوته الى حد بعيد و قد اغرم بموسيقاها لانها لا تقيد العازف بنمط معين في العزف انما تمنحه الحرية الكاملة في التعبير عن قدراته الموسيقية و مشاعره الداخلية بالاضافة الى انها تمكنه من ولوج افاق العمل الموسيقي الواسعة ولاسيما التأليف والتوزيع الموسيقي و هو ما دأب على العمل عليه بحشد من الأفكار الجديدة.

ورغم ان العازف المبدع لم يتجاوز العشرين من عمره الا انه اليوم صاحب خمسة مؤلفات موسيقية في أنماط الفلامينكو بالإضافة الى انه اعاد توزيع بعض الأغاني الشرقية بنمط الفلامينكو ومنها فيروزيات و أغان قديمة وأخرى تراثية اراد ان يحملها على انغام جديدة تمنحها نكهة مميزة كما يتطلع الى إعادة توزيع بعض الأغاني الشرقية بنفس النمط الذي يسعى للترويج له بالشكل الصحيح على أنه يعبر عن كل الحالات و المشاعر الإنسانية من فرح و حزن و سعادة و رومانسية و سواها و تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الفلامينكو بأنه مجرد موسيقا سريعة مع بعض التكنيك على الآلة.

اما ما يميز آلة الغيتار عن باقي الالات فهو قدرتها على عزف اكثر من صوت او هارموني بنفس اللحظة و هذا ما يعطيها إمكانية تضمين العديد من الايقاعات في معزوفة واحدة مبينا ان هذه الالة هي واحدة من الآلات الوترية وتحوي ستة أوتار ويمكن وصفها بأنها بيانو مصغر أخذ شكله النهائي من خلال ابتكار صانع إسباني.

وقال .. أصبحت هذه الالة بمثابة صديق مقرب لي ادخلني الى عالم الموسيقا لارى فيه كل ما يعبر عن شخصيتي و طباعي و ميولي و من خلال هذا العالم القائم و المستقل بذاته استطعت الوصول الى حال من السكينة الداخلية و الهدوء النفسي الكامل حتى انني بت الجأ اليها قبل القيام بأي من اعمالي اليومية حيث تساعدني الموسيقا على تأدية هذه الاعمال بكثير من الاتقان و المتعة.

وبين الموسيقي الشاب ان للموسيقا تأثيرا كبيرا على الانسان بشكل عام وعلى الطالب بشكل خاص لانها تنشط الدماغ والمخيلة والقدرة على الابداع و هو ما يمكنه من الاقبال على الدراسة كما انها تشكل حافزا له و ترفع من مقدرته على التواصل مع الاخرين و توطد كفاءته في انجاز العديد من الاعمال بشرط تشجيع المحيط له و ادراك من حوله بأهمية ما يقوم به من الناحيتين الروحية و الابداعية.

وشدد على ضرورة تحويل الموسيقا الى واحدة من الارضيات الصلبة في حياة الطفل ليكبر هذا الاخير في جو موسيقي راق تتجذر عبره اصول هذا الفن و نغماته في روح الطفل و عقله و وجدانه بعيدا عن الموسيقا الصاخبة والتي غالبا ما تكون فارغة من اللحن والمضمون و استبدالها بمقطوعات موسيقية عالمية تهذب روح الطفل وتنمي مداركه لينضم الى قوافل هذه اللغة العالمية و يستطيع من خلالها الوصول الى أي مكان في العالم.

يذكر ان الشاب مازن داؤود من مواليد العام 1995 و هو طالب في قسم اللغة الانكليزية في جامعة تشرين و له مشاركات موسيقية متعددة مع البيت العربي للموسيقا وأخرى في جامعة تشرين مع فرق موسيقية متنوعة بالاضافة الى انه أحيا العديد من الحفلات الموسيقية ضمن احتفاليات و فعاليات فنية متنوعة.

بشرى سليمان