حماة-سانا
اختار الفنان الشاب علي أبو حمود الصحافة مهنة والتصوير هواية ليدمج بينهما محققا نجاحا ثنائي الجانب تجلى لاحقا بعد تعلمه فنون التصوير الضوئي وتقنياته المختلفة لينقل صورة عالية الجودة من الناحيتين الفنية والموضوعية معتمدا في ذلك على قدرة هذه الوثيقة البصرية على نقل كم الاحاسيس والمشاعر التي يحملها المصور في داخله بالاضافة الى تسجيل الحدث الواقعي والاحتفاظ به كمصدر تاريخي و معرفي.
عن بداياته الفنية تحدث ابو حمود لنشرة سانا الشبابية موضحا انه بدأ العمل في مجال التصوير في العام 2007 حيث كانت المحاولات الاولى مجرد ترجمة لهواية حاول عبرها توثيق بعض الأماكن والنشاطات في مدينته مصياف ونشرها على موقع مصيافي الالكتروني لكن هذه الهواية راحت تتحول شيئا فشيئا إلى اهتمام ومنه إلى تعلق وشغف فراح يبحث ذاتيا في تقنيات التصوير عن طريق الانترنت إيمانا منه أن العين التي ترصد جمال الصورة لا تنفصل أبدا عن تقنية أخذ تلك الصورة.
وتابع.. بعد أن بدأت بتعلم التصوير عملت جاهدا على إذكاء جذوة الموهبة الموجودة في داخلي وتأطيرها ضمن مناخ من التعلم المستمر فالتحقت بكلية الاعلام في جامعة دمشق بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة سنة 2013 كما انتسبت الى العديد من ورشات العمل والتدريب في مجال التصوير الضوئي في كل من دمشق وبيروت وبذلك بدأت بشكل عملي على نحو احترافي.
ورأى المصور الشاب أن لا شيء يمكنه ان يعوض الميل الفطري الذي يولد مع الانسان فهو أساس الابداع في أي من مجالات الفن لكن هذا الميل يحتاج الى صقل وتدريب بالدراسة والعمل لاكتساب الخبرة اللازمة لاظهاره وبالتالي الوصول إلى مستوى راق من الابداع يمزج فيه بين الموهبة والتعلم الاكاديمي لتكريس نمط فني يمكن اعتباره بوصلة أو مقياسا لمدى تطور التجربة الابداعية لدى الشخص.
ويمكن لصاحب الموهبة أو ما يمكن تسميته بصاحب العين السحرية حسب أبو حمود أن يرصد المشهد الجميل لكن ليس بالضرورة أن يتمكن من التقاطه إن كان مشهدا ليليا او يتطلب سحب الإضاءة ففي هذه الظروف لا بد من حضور صاحب الخبرة الأكاديمية أو على الأقل ذلك المتابع بشكل دقيق لتقنيات التصوير كسرعة التقاط الصورة وكمية سحب الضوء وسواها من التقنيات التي لا يملكها المصور الهاوي.
وأكد أن الدراسة الأكاديمية هي صقل للموهبة وتساهم في الحفاظ عليها وتقويتها ولايمكن تمييز الاهم بينهما فكلاهما على سوية واحدة اما الصورة بالنسبة له فهي لغة عالمية تترجم في أغلب الأحيان الطاقة المختزنة لدى الشخص إلى أحاسيس ومشاعر وفنيات عديدة يشعر بها المتلقي الناظر إلى الصورة الملتقطة.
إلى ذلك يعمل الشاب جادا في الحقل التطوعي فقد دأب دائما على توثيق الأعمال التطوعية والنشاطات الإجتماعية التي تخدم المجتمع المدني في سورية وقال.. “أرى أن توثيق ما يحدث ضروري في هذه الظروف التي تحتاجنا جميعا لحماية مدنية المجتمع السوري القائم على التعايش السلمي و لذلك احاول خدمة هذا الهدف من خلال بعض الصور التي ألتقطها والتي تصب في حيز الارشفة رغم انني على علاقة طيبة مع الصور الليلية والصور الرياضية”.
ويحتاج الشباب السوري برأي أبو حمود إلى تنمية القدرات والمهارات التي تعتمد بالدرجة الأولى على التدريب ومثابرة الجهود وتحديد مصادر التعلم بالاضافة إلى الاستفادة من التجارب الأخرى إذ أن تراكم الخبرات هو أساس تنمية وتطوير الذات والنهوض بالمهارات والقدرات الشخصية.. يشار إلى أن المصور أبو حمود من مواليد مصياف العام 1995 وهو مصور ومخرج أفلام تسجيلية له العديد من المشاركات الجماعية في معارض فنية متنوعة وهو ايضا ناشط في مجال العمل التنموي يعمل ضمن شبكة المواطنين الفاعلين في سورية مبادرون.
لمى الخليل