دمشق-سانا
إرث الراحل الموسوعي الكبير ياسر المالح من مجلدات نادرة ومكتبة موسيقية شاملة ونتاجه خلال أكثر من 50 عاما المكتوب والمسموع والمرئي باتت في عهدة دار الأسد للثقافة والفنون بعد ان قدمته زوجته الكاتبة أمل خضركي هدية إلى الدار بهدف تحقيق الفائدة للسوريين من المهتمين والمتخصصين بهذه الأعمال.
وفي تصريح لسانا قالت الكاتبة خضركي إن الإرث الثقافي والفني والادبي والموسيقي الضخم الذي تركه الراحل يجب أن يستفيد منه الجيل السوري الجديد ولا سيما أنه يضم شتى فروع المعرفة ومن هنا كان اختيار دار الأسد كصرح حضاري عريق ولما تتميز به من تعدد النشاطات الثقافية وتنوع الرواد لتحتضن هذا الإرث حيث رحب القائمون على الدار بهذه الخطوة وتعاونوا بشكل كبير لإتمامها”.
وتتضمن المكتبة المهداة وفقا لخضركي مجلدين نادرين عن روائع الفن الإسلامي والآثار العربية في إسبانيا وفهرسا قديما حسب الأحرف الأبجدية لأغان قديمة لمطربين راحلين كان لعمه مؤسس المسرح السوري وصفي المالح بالإضافة لفهرس اشرطة ومسجلتين بكرات قديمتين ونادرتين.
كما تضمن الإهداء كتبا ومجلات أدبية ونفسية ودينية وموسيقية وانتاجه التلفزيوني والاذاعي منذ ان كان عمره 17 عاما الى 80 عاما ومكتبة موسيقية شاملة اجنبية وعربية منوعة ومحاضرات مكتوبة اجتماعية وادبية وموسيقية وتعليمية كان قدمها في المراكز الثقافية والمنتديات بدمشق والمحافظات ودراسات وابحاث عمل عليها ومنها ملف كامل عن الخط العربي يتضمن توثيق أسماء الخطاطين ونماذج من اعمالهم وأشكال الخط بالإضافة إلى كتب من تأليفه وكتب مشتركة مع الكاتبة خضركي.
وأعربت زوجة الراحل عن سعادتها لأن الجهة التي احتضنت هذا الإرث هي مؤسسة عامة ليستفيد منه أكبر عدد من المهتمين موضحة أن الراحل كان انسانا موسوعيا تمتع بالصفات الاخلاقية والابداعية والمحبة لجميع الناس وكان أيضا من ظرفاء دمشق حاضر النكتة وهو ما اتسمت به محاضراته من اسلوب محبب للكبار والصغار.
وعن علاقتها بالراحل بينت أنها كانت تلميذة له وامتلكت جزءا من ابداعاته إضافة إلى تمتعهما بمواهب وتفكير متشابه وهو ما أوجد قواسم مشتركة بينهما لافتة إلى أنه كان معطاء لا يمل ويكره الكسل وشعاره في الحياة يقول “أتقن عملك تهزم عدوك” إضافة إلى احترامه للوقت.
وتحدثت الكاتبة خضركي عن أبرز المحطات الابداعية التي حملت بصمة المالح أهمها البرنامج التربوي الموجه للأطفال “افتح يا سمسم” الذي أطلق عليه هذا الاسم وعمل فيه كبيراَ للكتاب ناهيك عن البرامج التعليمية المخصصة لتعليم اللغة العربية ومنها أبجد هوز وعشرات أغاني الأطفال وبرامج الكرتون التي كتبها.
وفي مجال الموسيقا أوضحت أنه خصص حيزاً من عمله في هذا المجال من خلال نادي الاستماع الموسيقي وخلال 13 عاماً وثق وشرح وحلل الأغنية السورية والعربية والأجنبية واستضاف متخصصين في هذا المجال وقدمهم للجمهور ضمن أجواء من الجمالية والمعرفة الموسيقية والراحة النفسية، مؤكدة أن الراحل المالح كان علماَ من أعلام الأدب والفكر والموسيقا، متمنية أن يخرج في سورية الكثير من المبدعين الموسوعيين والمتمكنين علماَ ومعرفة.
يذكر أن الراحل ياسر المالح من مواليد 1933 وهوحاصل على إجازة باللغة العربية من جامعة دمشق وشغل عدة مناصب تربوية وتعليمية داخل سورية وخارجها واخرج العديد من المسرحيات أهمها شيء له ثمن وزوجة من هناك وفي مجال التلفزيون بائع الألحان وشموع الأمل وجواز سفر وله العديد من المؤلفات منها كتاب السينما وأثرها في التربية الحديثة والإذاعة والتلفزيون والإبداع الأدبي المعاصر والفصحى والعامية في الإذاعة والتلفزيون بالوطن العربي.
رشا محفوض