دمشق-سانا
بعد انتظار دام سبعة أشهر حصل ابراهيم على دواء (السيلسبت) من صيدلية وزارة الصحة والذي يضطر لتناوله بشكل دائم بعد زراعته كلية في خاصرته اليمنى فالحصار الاقتصادي الغربي ضد سورية يعرقل وصول الكثير من الأدوية النوعية وفق وزارة الصحة ما أدخل المرضى في دوامة معاناة انتظار طويلة للحصول عليها أو شرائها من القطاع الخاص بأسعار باهظة غير قادرين على تحملها.
أمام الصيدلية المركزية التابعة لوزارة الصحة التقت مندوبة سانا ابراهيم وقد بدت ملامح الارتياح على وجهه بعدما حصل على الدواء بعد طول انتظار وقال “عادة أحصل على دواء (السيلسبت) الذي يقلل مناعة الجسم كي لا يرفض العضو المزروع بشكل دوري من وزارة الصحة لكن في سنوات الحرب والحصار أصبحنا ننتظر فترات طويلة للحصول عليه”، مضيفاً “إن العقوبات الاقتصادية على سورية أثرت في مختلف جوانب حياتنا وطالت لقمة عيشنا ودواءنا”.
“لا يمكننا الحصول على بعض الأدوية إلا من خلال مراكز وزارة الصحة لارتفاع ثمنها في الصيدليات لذلك نضطر لانتظار توفرها والسؤال عنها باستمرار” بهذه الكلمات لخصت فضيلة كلش التي جاءت إلى صيدلية الوزارة لاستلام دواء (السيلسبت) لشقيقتها واقعاً يعيشه الكثير من المرضى في ظل العقوبات الاقتصادية التي تسببت بفقدان بعض الأدوية النوعية المستوردة وارتفاع أسعارها وانقطاعها لفترات طويلة.
ومن دير الزور حضر محمود ملوح عمر لاستلام دواء الكلية لزوجته التي أجريت لها عملية زراعة كلية منذ عام 2008، موضحاً أنه قبل الحرب الإرهابية على سورية كان الحصول على الدواء أسهل من الأن بكثير ولم ينقطع أو يتأخر إلا أن العقوبات الاقتصادية والحصار الذي فرضته التنظيمات الإرهابية على بعض المناطق قبل تحريرها تسبب بحرمان المرضى من العلاج والدواء وقال “إنهم يتاجرون بآلامنا وأوجاعنا لإضعافنا”.
تبارك حمدان وشقيقها محمد من أصحاب الأمراض المزمنة الذين يحضرون بشكل دوري إلى صيدلية الوزارة لاستلام أدويتهم مجاناً أكدا أنه وبسبب الحصار الاقتصادي لم يعد الأمر كالسابق فباتت الأدوية تنقطع ويتأخر صرفها من 3 إلى 4 أشهر، مثمنا جهود وزارة الصحة المستمرة لتأمين الدواء ومعالجة انقطاعه.
مرضى التصلب اللويحي ليسو أفضل حالاً من مرضى الكلى وتوضح رجاء دباح المصابة بمرض التصلب اللويحي منذ عام 2014 وتحصل على الأدوية مجاناً وبشكل دوري من مشفى ابن النفيس حيث كانت تحصل على دفعة تكفيها 3 أشهر لكن بسبب العقوبات أصبحت تحصل على أدوية تكفيها شهراً فقط مع وجود انقطاعات تصل أحياناً إلى 4 أشهر.
الإجراءات الاقتصادية عرقلت وفق مدير الأمراض السارية والمزمنة بالوزارة الدكتور جمال خميس عملية استيراد أدوية الأمراض المزمنة بمختلف أنواعها لمرضى القلب والسرطان والتصلب اللويحي والتهاب الكبد الوبائي والسكري وأمراض الدم واللاشمانيا وزراعة الكلية وغيرها، مشيراً إلى أن “الوزارة تؤمن بعض هذه الأدوية من خلال الإنتاج المحلي وأخرى عبر الدول الصديقة ومنظمات الأمم المتحدة”.
وتوفر وزارة الصحة أدوية مجاناً لنحو 250 ألف مريض مزمن وفق خميس الذي ذكر أن العقوبات الاقتصادية وما يسمى (قانون قيصر) المفروضة على سورية أدت أيضاً الى ارتفاع التكاليف وصعوبة تامين المواد الأولية لمعامل الصناعات الدوائية المحلية وبعض مواد التعبئة والتغليف التي لا تصنع محلياً كالفيالات والامبولات وغيرها إضافة الى الكواشف المخبرية.
وتوزع أدوية علاج الأمراض المزمنة والتي يصل عددها إلى نحو 23 نوعاً من الأمراض وفق قوائم إسمية في صيدلية وزارة الصحة وعدد من مديريات الصحة بالمحافظات وبعض المشافي وفق الدكتور خميس.