موسكو- سانا
كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن الاعتداء الإرهابي الذى استهدف الأربعاء الماضي صحيفة شارلي إيبدو في باريس نفذه إرهابيون كانوا في صفوف التنظيمات الإرهابية التي دعمها الغرب في سورية.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع نظيره اللاتفي إدغار رينكيفيتش اليوم في موسكو “إن الإرهابيين اللذين نفذا الهجوم الذي استهدف مكتب تحرير المجلة في باريس أتقنوا فن الإرهاب في سورية”.
وأضاف لافروف.. أنه “تم تعليق التعاون مع الغرب في مجال مكافحة الإرهاب غير أنه وفي الوقت نفسه لم يعلق الإرهابيون التعاون مع بعضهم البعض” محذرا من أن “النشاط الإرهابي لا يعرف حدودا”.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس كشف أن 1400 فرنسي ذهبوا أو يرغبون بالذهاب إلى سورية والعراق للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية.
وقتل 17 شخصا جراء أعمال إرهابية في باريس بدأت بالهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الأربعاء الماضي والذى أدى لمقتل 12 شخصا وإصابة آخرين كما قتل خمسة أشخاص خلال عملية للشرطة الفرنسية لتحرير رهائن في متجر بباريس بينهم محتجزهم كوليبالي صاحب السوابق والمرتبط بالاخوين كواشي المتهمين بالاعتداء على الصحيفة.
وفي سياق متصل قال لافروف إنه “شعر خلال اتصالاته مع الزعماء الغربيين باستعدادهم للتغلب على الحالة التي تم فيها تجميد التعاون حول مكافحة الإرهاب بين روسيا والدول الغربية”.
وفي رده على سؤال هل تقدم مشاركته في مسيرة السلام في باريس فرصة للتقارب مع الغرب حول قضايا أخرى بما في ذلك أوكرانيا قال لافروف “لا أرغب بالربط بينها بالرغم من أن شركاءنا الغربيين يحاولون ذلك عندما يقولون: تصرفوا بشكل جيد حيال أوكرانيا عندها سنستأنف التعاون معكم في مجالات أخرى” منتقدا تلك المواقف ومضيفا “إن ذلك ليس من شيم الكبار إذ ان على الكبار أن يفهموا الأولويات والتهديدات التي تعتبر اليوم ممثلة بالإرهاب”.
وحول الأزمة في أوكرانيا أكد لافروف أن روسيا ستواصل مطالبتها الغرب بالضغط على “حزب الحرب” في كييف ومنع أي سيناريو عسكري في جنوب شرق أوكرانيا وقال “إننا بغض النظر عما يحدث في باريس أو سورية أو ليبيا أو في أماكن أخرى سوف نطالب شركاءنا الغربيين الذين لديهم التأثير الأكبر على القيادة الأوكرانية والأكثر بكثير من أي شخص آخر بأن يراجعوا أنفسهم في التعامل مع هذه الخطط وفي عدم السماح لـ حزب الحرب في كييف بإسقاط كل تلك الآمال الهشة التي نتجت عن اتفاقات مينسك”.
وشدد لافروف على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل آخر للأزمة الأوكرانية سوى حل التسوية السياسية السلمية معربا عن أمله في أن يحفز الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية في صيغة النورماندي ببرلين على تنفيذ اتفاق مينسك في إطار عملية التسوية في أوكرانيا وقال “إننا نأمل أن يساعد اجتماع اليوم في برلين على تحفيز التنفيذ الكامل والشامل لكل ما جرى الاتفاق عليه في مينسك”.
يشار إلى أن صيغة النورماندي للمحادثات تنطوي على مشاركة ممثلي كل من روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا وكان أعلن سابقا عن التحضير لمحادثات رفيعة المستوى في 15 الشهر الجاري في كازاخستان بصيغة النورماندي بشأن مسألة تسوية الوضع في أوكرانيا.
من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الروسية أن محاولات بعض الدول عزل روسيا لن تؤتي ثمارها وهي ستخرج من أزمتها مشيرا الى أن العقوبات تضر ليس فقط بروسيا وإنما بالدول التي فرضتها أيضا.