حمص-سانا
تتعدد في محافظة حمص قنوات الدعم المادي والمعنوي للأسر المهجرة والمحتاجة التي أجبرتها المجموعات الإرهابية المسلحة على ترك منازلها وتتطور أساليب دعمها بما يمكنها من تحقيق رسالتها الانسانية على اكمل وجه.
وتعتبر “جمعية رعاية الطفل” إحدى أقدم الجمعيات الخيرية بحمص التي تأسست منذ 59 عاما واخذت على عاتقها رعاية الاطفال الايتام والنساء المحتاجين بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية والجهات المحلية الرسمية والأهلية.
وتحول نشاط الجمعية خلال سنوات الازمة كما تقول رزان اتاسي رئيسة الجمعية من العمل الخيري في مجال دعم الطفل ولا سيما الاطفال المصابين بمتلازمة داون ومن ذوي الاحتياجات الخاصة الى العمل الاغاثي والتنموي للاسر المهجرة مع أطفالها.
واشارت اتاسي في حديث لنشرة سانا سياحة ومجتمع الى ان الجمعية مستمرة بتقديم الرعاية للاطفال المصابين بمتلازمة داون في روضة الطفولة السعيدة التابعة للجمعية والتي استانفت نشاطها العام الماضي حيث تضم حاليا 28 طفلا وطفلة يشرف عليهم ثمانية من المشرفين والتربويين الاختصاصيين.
وأضافت ان الجمعية تقدم حاليا مختلف الاعانات الطبية والصحية والتعليمية لنحو 2800 اسرة وتم إيواء 650 عائلة في منازل تم تقديمها اليهم من قبل اصحابها في منطقة التوزيع الاجباري بحمص حيث عملت الجمعية على تأهيل البيوت بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية منها برنامج الامم المتحدة الانمائي واليونيسيف في مجالات الدعم النفسي والمياه والاصحاح البيئي.
ولا يقتصر دعم الجمعية على تقديم المعونات فحسب بل الأهم أنها اتجهت الى إقامة مشاريع مهنية لتشغيل عدد من ابناء العائلات المحتاجة كمعمل صناعة الحلويات في حي الدبلان ومنشرة يعمل فيها ستة عمال مهنيين ومشغل خياطة وفر العمل لاكثر من 28 امرأة تعيل اطفالا.
واشارت مديرة الجمعية الى مبادرة “بهمتنا حارتنا نظيفة” التي اطلقتها الجمعية الشهر الماضي وتستمر لاربعة اشهر حيث وفرت فرص عمل لنحو 230 عاملا من مختلف المناطق بالمحافظة من المهجرين والمحتاجين ومنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة القادرين على تنفيذ الاعمال وذلك بدعم من برنامج الامم المتحدة الانمائي.
بدورها بينت لمى أتاسي مسؤولة التوعية الصحية والدعم النفسي بالجمعية انه بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي واليونيسيف يتم حاليا تنفيذ عدد من البرامج الخاصة بالحفاظ على الصحة العامة ورفع مستوى النظافة في الاحياء والبيوت حيث تم التعاقد مع منظمة الصحة العالمية خلال الربع الاخير من العام الماضي لدعم العمليات والحالات الاسعافية وعلاج الامراض المزمنة حيث استفاد من البرنامج مئات المرضى الذين تم علاجهم مجانا كما تم التعاون مع “صندوق العافية الخيري” بحمص لتقديم الدعم الطبي لمرضى غسيل الكلى بالمحافظة مجانا والتعاون ايضا مع البطريركية في فيروزة حيث تم إحداث صيدلية تابعة للجمعية في حي الانشاءات يعود ريعها لصالح الاطفال وذويهم.
وأشارت الى انه يتم حاليا تنفيذ مشاريع صحية بالتعاون مع اليونيسيف بهدف تأمين المياه الصحية باستخدام الطاقة الشمسية والتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي لتأهيل الأبنية المتضررة لايواء الاسر المهجرة في شارع نزار قباني في حي الغوطة حيث بوشر العمل في المشروع بداية العام الحالي إضافة الى إحياء حمص القديمة وجوارها كالحميدية وبني سباعي والورشة وباب السباع بهدف تأمين السكن و الاستقرار لنحو 800 عائلة.
واختتمت أتاسي حديثها بالتأكيد على حرص الجمعية على تقديم كل ما تستطيع لدعم الاسر المحتاجة وخاصة الاطفال صحيا وتعليميا وتنفيذ انشطة ترفيهية وتوعوية لرفع الحالة المعنوية للاطفال واسرهم في ظل الظروف الراهنة باشراف تربويين ومتخصصين.
تمام الحسن