سم الإرهاب في حلوق طبّاخيه

فرضوا علينا الإرهاب ووظفوه، حقيقة بات يعرفها كل عاقل حيث أصبحت أيدي حكومات الغرب ملطخة بدماء الأبرياء في سورية والعراق ولبنان ومصر وليبيا واليمن، لكن تورطهم في دعم الإرهابيين وتسليحهم واحتضانهم لم ولن يجنبهم تجرع السم الذي طبخوه.

إن تماهي السياسات الأوروبية عموماً والفرنسية خصوصاً مع السياسة الأمريكية التي ركزت على إفقار المنطقة وتدمير دولها والتحالف مع الإرهاب، هو الذي أدى إلى وصول الإرهاب إلى أوروبا، وتعرض الفرنسيين إلى أبشع عملية إرهابية في الأسبوع الماضي.

إن السياسات الخاطئة لا بد أن تعطي نتائج كارثية، والسياسات الخاطئة للاتحاد الأوروبي ولفرنسا تحديداً ستحمل لاحقاً انعكاسات خطرة على الأمن وعلى الاقتصاد وعلى الحياة العامة.

ونحن إذ نرى الشعب الفرنسي وهو يتعرض للإرهاب فإننا نأمل أن تصحو فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي وتعيد النظر في استراتيجياتها وفي سياساتها تجاه المنطقة وتجاه سورية تحديداً، سورية التي تواجه الإرهاب بمختلف أشكاله وأصنافه وأساليبه، ذلك الإرهاب المدعوم أمريكياً وأوروبياً.

إن خطر السياسات الدولية التي ترعاها الإدارة الأمريكية بات يهدد العالم أجمع، وهذا ما نبهت إليه سورية، وحذّرت من أخطاره الكارثية لأن منظومة الأمن القطري والإقليمي والدولي لا يمكن أن تستقيم عند استهداف أي مكوّن من مكوّنات هذه المنظومة في زمن العولمة التي أمّنت الانسياب الحر للسلع والأفكار وكذلك للإرهاب الذي بات معولماً.

لقد آن الأوان أن يكف اللاهثون وراء «البوم الأمريكي» عن اللحاق به ذلك لأنه لن يدل إلا على الخراب، والخراب في أي نقطة من هذا العالم سيؤثر بشكل سلبي على الجميع بمن فيهم هؤلاء الذين صنّعوا الإرهاب ووظفوه ودعموه وظنّوا أنهم يستطيعون محاصرة نيرانه التي باتت تأكل البشر والحجر والتراث والقيم الإنسانية.

وما ينطبق على أوروبا ينطبق كذلك على أذناب أمريكا في تركيا وممالك وإمارات الغاز والنفط والزفت الذين سيدفعون ثمناً مرّاً نتيجة دعمهم للإرهاب وتوطينه بدل أن يوطّنوا التكنولوجيا ويعززوا منتجات العصر، وستكشف الأيام القادمة جزءاً مما اقترفته أيديهم حيث ستصل نار الإرهاب إلى ذقونهم العفنة.

بقلم: محي الدين المحمد