حمص-سانا
فاعلية حبيبات الفضة النقية في تطهير مياه الشرب وتعقيمها تماما هي جوهر الأطروحة العلمية التي قدمتها مؤخرا الطالبة فاطمة عبد الصمد التركي من كلية الهندسة الكيميائية والبترولية في جامعة البعث ونالت عنها درجة الماجستير بتقدير “امتياز” حيث يأتي البحث الذي يعد الأول من نوعه على مستوى سورية استجابة ضرورية لواحدة من القضايا الصحية الملحة في ظل اتساع التلوث البيئي حول العالم وقلة معقمات المياه.
أهمية البحث الذي يحمل عنوان “تعقيم مياه الشرب باستخدام أشكال مختلفة من الفضة مع الفحم المنشط” تتعلق وفق التركي بكون قضية المياه هي واحدة من أهم القضايا التي تتطلب معالجة دقيقة في ظل نقص المواد المعقمة للمياه في العديد من دول العالم الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات في بعض الأحيان.
وأشارت في حديثها لـ سانا الشبابية إلى أنها عملت مع المشرفين على إنجاح هذا البحث والذي توصلت من خلاله إلى أن مادة الفضة هي من أهم المواد المعقمة للمياه بنسبة 100 بالمئة موضحة أنها استخدمت في بحثها عدة عينات من نبع عين التنور التي تغذي حمص واستبدلت مادة الكلور المعقمة بالفضة بأشكالها المختلفة وهي “حبيبات الفضة ونترات الفضة والفضة النانونية” حيث تم تعقيم العينات بالأشكال الثلاثة من الفضة وفي درجات حرارة وزمن معين فنتج عبر التحاليل أن الفضة باشكالها الثلاثة عملت على تطهير المياه بنسبة 100 بالمئة.
وقالت التركي: وجدت تطابقا بين نتائج بحثي الحالي وأبحاث طبية عالمية سابقة تتحدث عن فعالية الفضة في عمليات التطهير والتخلص من الجراثيم والسموم في جسم الإنسان.
بدورها أشارت الدكتورة صباح السباعي عميدة كلية الهندسة الكيميائية والبترولية في الجامعة والمشرفة على البحث إلى أن هذا العمل العلمي يتميز عن الأبحاث العالمية الأخرى بأنه تناول ثلاثة أشكال للفضة “الفضة الحبيبية..الفضة الغروية أو النانونية ونترات الفضة مع الفحم المنشط” ومن حيث النتيجة تبين أن الفضة الحبيبية هي الأفضل والأقل تكلفة والأيسر من حيث الاستخدام.
وأكدت أن البحث هو الأول من نوعه على مستوى سورية وجاءت فكرته لتتماشى مع متطلبات الواقع الراهن حيث “أن تأمين مياه الشرب أصبح مشكلة تشغل العالم لذلك تم التفكير لتطهير المياه بطريقة فعالة دون استنزاف مواد التطهير على خلاف التطهير بالكلور الذي لا يستطيع القضاء على بعض الفيروسات بعكس الفضة”.
من جانبه رأى الدكتور المشرف على البحث أيضا محمد أسعد أن هذا البحث كان مغامرة من الناحية العلمية لكونه يحتاج للعمل والجهد والبحث عن حلول ناجعة من الناحية العلمية والاقتصادية حيث قامت الطالبة بتأمين الفضة النقية وقمنا بطحنها قبل أن تبدأ الباحثة بالعمل والتقصي الذي استغرق سنة كاملة للتوصل إلى نتائج تؤكد فاعلية الفضة في التعقيم والتطهير التام.
واختتم بالإشارة إلى أنه يمكن تطبيق هذا البحث عبر تنفيذه في المشافي لكونها أماكن ذات حساسية عالية أو استخدام حبيبات الفضة في فلاتر المياه المنزلية أو في التجمعات السكنية والأماكن التي تعتمد على تأمين المياه مباشرة من الأنهار والينابيع دون وجود شبكة امداد صحيحة مؤكدا أن جامعة البعث تعمل مع طلبتها للوصول إلى أبحاث متميزة تخدم حياتهم المهنية وتعزز انخراطهم في سوق العمل.
مثال جمول