السويداء-سانا
يتوج العم مهنا الحسين مسيرة كفاحه بالحياة بأسرة نموذجية تضم عشرة أبناء من النخب العلمية والثقافية والعسكرية وتشكل قدوة يحتذى بها في العلم والأخلاق والعمل على طريق الكسب الحلال.
الأسرة التي حرم فيها الأب والأم من التعليم وعوضا ذلك بأبنائهما نجد فيها العميد الركن غسان والطبيبين آمال اختصاصية الجراحة النسائية وتوفيق اختصاصي الأطفال ومهندسي الكهرباء ماهر ومراد والمهندسة الطبية نسيمة ومبرمج الكمبيوتر ناجي وخريجة معهد الصيدلة والإجازة بالجغرافيا رجاء والموظفة في مؤسسة المياه لينا وكذلك خريج معهد المراقبين الفنيين عمر اختصاصي الطبوغرافيا والذي يؤدي الخدمة الاحتياطية حاليا في صفوف الجيش العربي السوري.
أسرة العم مهنا أو أبو غسان كما يتم مناداته والتي يعرفها كل أبناء بلدة المزرعة بريف السويداء حيث مكان ولادتهم تحمل رسالة للمحبة والسلام والتعاون بين أفرادها وتترك انطباعا مميزا لدى كل من يعرف عنها ويتعرف عليها.
العم مهنا يروي في حديثه لمراسل سانا كيف عاش ظروف حياة صعبة في سبيل تربية وتعليم أبنائه حيث كان الانتقال من قرية جديا إلى بلدة المزرعة عام 1965 لوجود المدارس فيها مبينا كيف عمل في لبنان ببيع الخضار إلى أن حصل على وظيفة كسائق في الشركة العامة لكهرباء السويداء مع متابعته لعمله ببيع الخضار بهدف تأمين دخل يعينه على رعاية أولاده العشرة وتعليمهم.
أبو غسان البالغ من العمر 80 عاما والذي أثقلت متاعب الحياة كاهله ليصبح قبل سنوات عاجزا عن الحركة ويعتمد بالتنقل على كرسيه المتحرك يدين بالفضل إلى ما وصلت إليه الاسرة إلى زوجته محمودة أبو شميس التي ساندته ورعت أولادها وربتهم أفضل تربية حتى أصبحوا متعلمين ومنتجين ومتفاعلين ومؤثرين بمجتمعهم كل حسب موقعه إضافة الى ظروف التعليم المناسبة في سورية والتي شجعت أبناءه على تحصيلهم العلمي في المدارس والمعاهد والجامعات مجانا.
الأم أم غسان التي تحمل إرثا وطنيا من أبيها المجاهد قاسم أبو شميس الذي خاض معركة المزرعة ضد المستعمر الفرنسي تبدي افتخارها واعتزازها بأبنائها مرددة بكلمات عفوية نابعة من القلب “رفعتوا رأسي” مستذكرة كيف كانت ومازالت تفرح معهم في هذه الحياة بروح ملؤها التفاؤل وأمل بمستقبل أكثر ازدهارا للجميع.
ولكل ابن من أبناء أبي غسان حكاية جميلة فغسان الذي كان الاول باختصاص التسليح في الكلية الحربية على دفعته خاض معارك ضد المجموعات الإرهابية المسلحة في مختلف مناطق سورية والدكتورة آمال كانت أول طبيبة نسائية في بلدتها المزرعة ولينا حصلت على شهادتي التعليم الأساسي والثانوي بعد سن الثلاثين برفقة شقيقها الأصغر عمر لانها كانت مهتمة بشؤون المنزل برفقة أمها ومراد مع التوءم ماهر كانا من الأوائل على سورية والمحافظة بالشهادة الثانوية الصناعية وناجي من المتميزين في مجال البرمجة ونسيمة أول مهندسة طبية بالمحافظة وتوفيق المغترب حاليا الذي لا يتوقف عن دعم أسرته والقيام بالأعمال الخيرية.
غسان وأشقاؤه يشيرون إلى مدى فضل والديهما عليهما حتى كبروا وتعلموا وأصبحوا مؤثرين في المجتمع فيما ذكرت نسيمة أن والدها تحدى ظرفه الصحي وعمل من أجلهم مبينة أن كل جزء من تجاعيد وجهه رسم لهم طريقا للنجاح كما لفتت الدكتورة آمال إلى إيمان الام وصبرها وقيامها سابقا بالأعمال الزراعية المنزلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الغذائية.
ووفقا لصهر الأسرة زوج المهندسة نسيمة المهندس هيثم الحسين فإن بيت عمه من أكبرهم لأصغرهم يمثلون نموذجا مجتمعيا مميزا ومثالا بالعلم والعمل ومكارم الاخلاق والفضيلة لافتا إلى أن أحفاد عمه أبي غسان كذلك ومنهم أبناؤءه معظمهم حاليا في الجامعات والباقون على طريق العلم الذي يمثل سلاحنا في الحياة.
فيما أضاف الدكتور غسان الحسين زوج الطبيبة آمال أن عمه رجل كفاح وعصامي وأم زوجته امرأة مساندة ومربية تحملا أعباء الحياة ونجحا بتكوين أسرة متكافلة تشكل نموذجا لكل الأسر السورية.
عمر الطويل