دمشق-سانا
تنقل المخرج محمد نصر الله في مفاصل عدة بصناعة الدراما واشتغل عبر ثلاثة عقود في أعمال محفوظة في ذاكرة الجمهور ما أكسبه مقدرات وخبرات أهلته لأن يعمل في سلك الإخراج مقدماً في سنوات الحرب أعمالاً عديدة ذات طابع درامي وكوميدي معاصرين تمحورت حول معاناة الإنسان السوري والعربي جراء الحروب والعدوان.
وفي حديث لـ سانا قال نصر الله “أهتم بإخراج الأعمال التي تساهم في بناء المجتمع وتجسد قيم الشهادة والدفاع عن الأخلاق واحترام الذات ولا سيما في ظل ما يطالنا من مؤامرات تحاك لتنال من حضورنا ووجودنا الفني والثقافي والاجتماعي ومن هذه الأعمال أفلام تلفزيونية “العودة” و”عندما يزهر الياسمين” و”أم للبيع” والتي شارك فيها نخبة من الفنانين أمثال فادية خطاب وأحمد رافع ومحمد قنوع وأسامة السيد يوسف وعلي كريم وسليم صبري وعلا باشا.
ويتوقف نصر الله عند الظروف التي رافقت تصوير أعماله في مناطق عدة من السويداء وطرطوس ودرعا وريف دمشق واللاذقية والتي نفذت رغم ما كان يطال مدننا من قذائف الإرهابيين معتبراً أن تنفيذ هذه الأعمال كان بمثابة تحدٍ بالنسبة له بغرض تأكيد حضور الدراما السورية زمن الحرب.
وأضاف نصر الله “كنا نشعر بخجل كبير من أبطال جيشنا الباسل لأنهم ساندونا ووقفوا بجانبنا ونحن نقوم بالتصوير ومنهم من ارتقى شهيداً كما جرى أثناء تنفيذ فيلم أم الشهيد”.
وحول المسلسلات التي أخرجها يوضح نصر الله أن هذه الأعمال منها ذات طابع كوميدي اجتماعي “دبل فيس” و”كمون وليمون” و”خرزة زرقاء” و”لو جارت الأيام” إضافة إلى مسلسلي “أهل الوفا” الذي حصل على متابعة كبيرة و”آخ يا وطن” الذي كشف فئة تخلت عن وطنها في زمن الحرب وآثرت سكن الفنادق وانغمست في خيانة أرضها والغدر بأهلها.
ويعرب نصر الله عن تقديره للممثلين والفنيين الذين شاركوا معه بتصوير هذه الأعمال وسط هذه الظروف لافتاً إلى ضرورة الابتعاد عن الشللية وعن ظاهرة دعوة أسماء بعينها وإتاحة الفرصة للجميع على قدم المساواة وتقدير الفنان الذي كانت له مواقف وطنية والابتعاد عن الفوضى حتى تكون ساحتنا الفنية والثقافية منضبطة وقادرة على أن تحقق الهدف منها.
وحول تأثير الحرب على صناعة الدراما يرى نصر الله أن الظروف الحالية أثرت عليها وإذا ما قارنا بين مسلسلات هذه الأيام وما قبلها سنستنتج أن جزءاً كبيراً من المؤامرة على سورية سعى لقطع العلاقة بين الثقافة والفن وبين المجتمع وحاجاته وهويته الحقيقية داعياً لدعم الإنتاج الفني الذي يقدم الظواهر السليمة والصحيحة.
ويتمثل دور صناع الدراما والمؤسسات المنتجة وفقاً لنصر الله باعتماد معايير عالية عند اختيار النص والفنانين والأسلوب الإخراجي وتقديم البيئة بمنظور إيجابي واتخاذ مرجعيات ثقافية وفنية تقيم الأعمال بشكل فني ما سيساعد على زيادة نسب مشاهدة أعمالنا معتبراً أن الاستمرار بتقديم أعمال لا تعكس مجتمعاتنا بصورة سليمة سيؤدي لنتائج سلبية.
وختم الفنان نصر الله بالقول “أهم ما أتمناه وأطمح إليه أن أحاكي في أعمالي القادمة بطولات الجيش العربي السوري منذ حرب تشرين التحريرية إلى يومنا هذا لأن انتصارات بواسلنا ملحمة مستمرة ولن تتوقف”.
محمد خالد الخضر