الاعتداء على صحيفة شارلي يؤكد ضرورة المسارعة للقضاء على الإرهاب

دمشق-سانا

لم يتأخر حصاد ما زرعته حكومات الغرب من إرهاب بالمنطقة ولا سيما في سورية والعراق فما كانت تتجاهله من تحذيرات عن نتائج خطيرة وكارثية لدعمها الإرهاب والمجموعات التكفيرية وعودته إليها باتت اليوم تعيشه ملموساً عبر اعتداءات إرهابية إجرامية في أكثر من مدينة أوروبية كانت بالأمس في باريس الأكثر دموية منذ 40 عاماً إثر الاعتداء على صحيفة شارلي ايبدو الذي أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا.

الاعتداء الإجرامي الإرهابي الذي استهدف الصحيفة الفرنسية وأدى إلى سقوط 12 قتيلاً تشير أصابع الاتهام فيه إلى مشتبه بهم فرنسيين بينهم إرهابي معروف لدى أجهزة مكافحة الإرهاب في فرنسا كان يشارك في مجموعة تقوم بإرسال المقاتلين إلى تنظيم القاعدة في العراق وحكم عليه في عام 2008 بالسجن ثلاث سنوات من بينها 18 شهرا مع وقف التنفيذ ليثبت ذلك صحة كل التحذيرات التي أطلقت من مخاوف وصول الإرهابيين الى قلب أوروبا بسبب سياسات الغرب الداعمة للإرهاب وتساهل المسؤولين الفرنسيين في التعامل مع هذا الخطر خدمة لأجندات ومصالح سياسية.

وبحسب محللين ومراقبين لملفات الإرهاب فإن المسؤولين الفرنسيين وبتجاهلهم كل التحذيرات التي أطلقت بشأن التعامل بجدية مع أخطار دعم الإرهاب في سورية والمنطقة ورفضهم كل التنبيهات بشأن ارتداده إلى داخل فرنسا يتحملون جانبا من المسؤولية عن الاعتداء الارهابي في باريس كما يتحملون وزر الدماء التي أراقها الإرهاب في سورية والعراق بينما يتساءل مسؤولون عن سبب تجاهل المسؤولين الفرنسيين اخطار ارتداد الإرهاب الذي يدعمونه على أمن فرنسا وكيف يتوقعون بعد دعمهم لأشخاص على امتهان مهنة الإجرام أن يبقوا بريئين ولا يتأثر بلدهم.

وهنا يوضح كتاب صحفيون غربيون أنه من السذاجة الاعتقاد بأن الشرر المتطاير من الأزمة في سورية أو من الأوضاع في العراق لن يفجر العنف في أوروبا ولا سيما مع التساهل والمساعدة بتدفق آلاف الاشخاص الى هذين البلدين للالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم “داعش” داعين إلى أن وضع نهاية للأزمة فى سورية عبر دعم الإرهابيين والمجرمين سوف يجفف المياه التي يزدهر فيها الإرهاب التكفيري.

العمل الإرهابي الذي استهدف الصحيفة الفرنسية جعل الفرنسيين يعيشون حالة من الصدمة والحزن بينما أثار موجة من الاستنكار الشديد في العالم بالأخص في بريطانيا وإسبانيا وألمانيا إلا أنه أكد من جهة ثانية بشكل لا لبس فيه حقيقة الأخطار التي يمثلها تفشي ظاهرة الإرهاب التكفيري وتشكيلها تهديدا للاستقرار والأمن في كل أرجاء العالم والحاجة إلى سياسات جادة تؤدي إلى تضافر جميع الجهود للقضاء على آفة الارهاب والمسارعة في القيام بذلك.

إلا أن سياسات مكافحة الإرهاب بكل أشكاله وفق الشرعية الدولية موجودة أمام من يريد القيام بذلك بكل إخلاص وآخرها قرارا مجلس الأمن 2170 و2178 كما أن حكومات وشعوب الدول التي تعاني من الإرهاب وفي مقدمتها سورية تكافح بثبات الإرهاب التكفيري الظلامي وقدمت الضحايا في سبيل ذلك ولذا ما بقي هو أن يتم التحرك في الاتجاه الصحيح للقضاء على الإرهاب وإعلان الالتزام بمكافحته وهذا يبدأ بمساءلة الدول ومسؤوليها الذين قدموا وما يزالون مختلف أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية في سورية والعراق والمنطقة وهو ما سيكون في مصلحة شعوب العالم أجمع.