بيروت-سانا
لم يكن حرق مخيم اللاجئين السوريين في قضاء المنية شمال لبنان الليلة الماضية وتهجير المئات منهم الحادث الأول الذي يتعرض فيها اللاجئون للاعتداءات في دول اللجوء والتي تعددت أشكالها واختلفت من دولة لأخرى.
وبالرغم من إجماع المسؤولين اللبنانيين على إدانة الاعتداء ووصفه بالجريمة وأنه عمل فردي إلا أن الحادث يعيد إلى الذاكرة حادثة الاعتداءات على اللاجئين السوريين في منطقة بشري قبل شهر تقريباً على خلفية مقتل شاب لبناني وكذلك الاعتداءات في تشرين الثاني من عام 2019 على مجموعة من اللاجئين السوريين قبالة أحد المصارف في مدينة زحلة بينما اعتدى عشرات الشبان في بلدة عرسال على محال تجارية يملكها لاجئون سوريون داخل البلدة وقاموا بتحطيمها.
محافظ شمال لبنان رمزي نهرا أدان بشدة حادث الحريق وقال :”ما حدث هو عمل فردي أدى للفاجعة الكبيرة التي نراها أمامنا اليوم ويستنكره كل العاقلين ونحن نستنكر ما جرى لأنه يخرج عن عاداتنا وتقاليدنا” إلا أنه كشف حجم المأساة عندما بين أن عدد الخيم التي حرقت يفوق 100 خيمة وأن ما بين 500 و700 شخص موجودين في المخيم اضطروا لمغادرته جراء حرق خيمهم.
هذه الحادثة تتطلب من الدول المضيفة أن تؤمن الحماية للاجئين ووقف التحريض ضدهم وأن تتعاون مع الدولة السورية لإعادتهم إلى مناطقهم ومنازلهم ولا سيما مع إعلان الحكومة السورية أكثر من مرة استعدادها لإعادة اللاجئين إلى قراهم ومناطقهم.
وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية رمزي المشرفية أكد أن ” حرق خيم اللاجئين السوريين هو عمل إجرامي مستنكر بكل المقاييس” مطالباً القضاء اللبناني بأنزال أشد العقوبات بمنفذي الجريمة في وقت أعلن الجيش اللبناني عن توقيف عدد من الأشخاص المتسببين بإحراق المخيم.
الاعتداءات المتكررة بحق اللاجئين السوريين في لبنان هي جزء من الجرائم المنظمة المرتكبة بحقهم في مخيمات اللجوء في تركيا على يد نظام رجب طيب أردوغان الذي استثمر بقضيتهم طويلاً وتاجر بها لكسب المال دولياً وأوروبياً ناهيك عن الجرائم المرتكبة بحقهم بشكل شبه يومي في تركيا للضغط عليهم باتجاه تنفيذ سياسات النظام التركي الهدامة في سورية والمنطقة عموما.
هذه الجرائم ضد اللاجئين تظهر بوضوح أهمية عودتهم إلى وطنهم وفق ما أكده البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين وضرورة المساعدة على العودة الآمنة الطوعية للمهجرين والنازحين إلى أماكن إقامتهم المختارة واعادة إعمار المناطق المتضررة.