“بوفارد” الضمير الأميركيّ الحيّ.. كم نحن بحاجة إلى أمثالك!

جيمس بوفارد باحث سياسي أميركي ولكنه يرفض أن يكون إلى جانب فريق التضليل الإعلامي الأميركي، الذي يقلب الحقائق ويزوّر الوقائع حول سورية، بل إنه يذهب بالاتجاه المعاكس، الذي يفضح فيه جرائم إدارة الرئيس دونالد ترامب بحق السوريين، ويدعو إدارة جو بايدن القادمة إلى وضع حد لتلك الجرائم المروعة، والتي يندى لها جبين الإنسانية.
بوفارد، كالكثيرين من أصحاب الضمائر الحية في الغرب، لم يكتف بالحديث عن جرائم أميركا بحق السوريين، وتدميرها مدنهم وقراهم، وحرقها زيتونهم وقمحهم وسرقتها نفطهم وثرواتهم، ومحاربتها لهم بلقمة عيشهم وخبزهم وحبة دوائهم، بل وصف الحقائق كما هي، فاعتبر أن الوجود العسكري الأميركي يشكل احتلالاً للأراضي السورية، ويجب إنهاؤه فوراً، واعتبر أيضاً أن ما يسمونه دعماً للمعارضة المعتدلة المزعومة هو دعم للتنظيمات الإرهابية منذ بداية الحرب الإرهابية وحتى يومنا.
بوفارد نطق بالحقيقة وجهر بها، وصرخ بوجه إدارته العدوانية دون أن يخشى عقابها، وحثّ مواطنيه على منع إدارة أميركا القادمة برئاسة جو بايدن من تكرار هذه المآسي والكوارث بحق السوريين، وقال آن أوان الاعتراف بالحقيقة، وحان وقت فضح أسرار ما فعله أوباما وترامب من إرهاب وإجرام قذر في سورية، لأن ذلك – من وجهة نظره – سيضع حداً لهذه المأساة التي اخترعتها أميركا وأدواتها ومرتزقتها، وإذاً والحالة هذه حان وقت إجلاء الحقيقة أمام الرأي العام الأميركي قبل العالمي.
ما جاء به بوفارد غاية بالأهمية لأنه يعتبر أن أفضل أمل لمنع جولة جديدة من الجرائم بحق السوريين هو بالكشف عن الأخطاء والأكاذيب والفظائع والجرائم الأميركية التي ارتكبها البيت الأبيض على مدى عشر سنوات من الحرب الإرهابية على سورية، ناهيك عن ضرورة فتح الملفات السرية الأميركية البشعة في سورية، لأن ذلك سيوفر -برأيه- سلاحاً فعالاً في أيدي أعداد هائلة من الأميركيين الذين يعارضون بشدة شن حروب جديدة ضد الشعوب والدول والحكومات التي لا تروق توجهاتها وسياساتها لأصحاب الرؤوس الصهيونية الحامية في واشنطن.
بوفارد الضمير الحي من داخل أميركا.. كم نحن بحاجة إلى أمثالك من العرب قبل الغربيين، ومن أبناء جلدتنا قبل أبناء تلك الدول التي تجلدنا ليل نهار ويظهر من بين مواطنيها من يشهد معنا وينتقد من ظلمنا!!.