إسهامات السوريين القدماء في تطوير صناعة الأدوات الحجرية

دمشق-سانا

توثق اللقى الأثرية الحجرية المكتشفة في مختلف المواقع الأثرية السورية والمؤرخة بعصور ما قبل التاريخ براعة الإنسان الذي عاش في سورية في تلك الحقبة ومعرفته لتقنية التصنيع وتطوير استخدام الأدوات الحجرية.

ويؤكد هذه الحقيقة كما يقول المؤرخ الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر وقارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف ابتكار أدوات صوانيه بدائية مصقولة من الوجهين ذات نوعية عالية تعود إلى الحقبة الآشولية اكتشفت في موقع بئر الهمل و موقع الندوية.

ولفت خبير الآثار أن السوريين طوروا استخدام حجر الصوان في صناعة الأدوات الحجرية بدليل أن الإنسان البدائي استخدم في البداية قطعة صوانيه وزنها كيلو غرام في صنع قطعة أو قطعتي سكين أو فأس بحافة قاطعة لا تتجاوز 10 أو 20 سم.

وطور السوريون في العهد اليبرودي تقنية التصنيع وصنعوا من نفس كمية حجر الصوان ما بين عشرة إلى عشرين أداة وبحافة قاطعة تتراوح ما بين 50 و 60 سنتمترا.

ثم ابتكر السوريون التقنية الهملية التي تمكن الإنسان من تصنيع ما بين 20 و30 قطعة بنفس الكمية من الصوان وبحافة قاطعة تصل إلى 4 أمتار وهذه التقنية الهملية عثر على آثار لها في العديد من المواقع الآثرية في سورية والعراق وفلسطين والأردن وتعود إلى حقبة تمتد من 250 ألفا إلى 150 ألف سنة قبل الميلاد وهي المرة الأولى التي سجلت فيها الإنسانية تقدما تكنولوجيا كبيرا في استخدام حجر الصوان لصناعة الأدوات الحجرية.

كذلك ابتكر السوريون أيضا نوعا من السكاكين والأدوات الصوانية ذات جودة و حدة صنعت بشكل فريد من نوعه وفقط في منطقة الشرق الأوسط تسمى بالأدوات الحجرية الهملية.

عماد الدغلي