طرطوس – سانا
حفل اليوم الثاني من مهرجان التراث الشعبي السادس في طرطوس بباقة من الأنشطة التي شملت الآثار والموسيقى والحرف اليدوية.
وجاء حضور الآثار في المهرجان الذي تقيمه مديرية التراث في وزارة الثقافة بالتعاون مع مديرية ثقافة طرطوس من خلال ندوة استضافها المركز الثقافي في المدينة بعنوان “طرطوس في تراثها البري والبحري” قدم فيها كل من المهندس مروان حسن رئيس دائرة الآثار بالمحافظة ومعاونه المهندس بسام وطفة عرضاً عن أهم المواقع الأثرية التراثية وآخر مستجدات عمليات التنقيب عن الآثار الغارقة في البحر.
وبين حسن أهم المشاريع والأعمال التي قامت بها المديرية العامة للآثار والمتاحف ودائرة آثار طرطوس في مجال كشف الآثار المغمورة بالمياه قبالة شواطئ المحافظة بالتعاون مع جهات دولية والتي أثمرت عن اكتشاف سفينة غارقة مقابل الشاطئ مشيراً إلى أعمال البعثة السورية الروسية المشتركة العاملة بهذا المجال منذ نحو عام.
بدوره قدم المهندس وطفة عرضاً لنماذج مختلفة لأهم المواقع الأثرية الموجودة بالمحافظة التي تحتضن 13 قلعة و22 تلاً أثريا إضافة إلى العديد من الجسور والعيون والمدافن الجماعية والكثير من العناصر والمفردات الأثرية مؤكداً أهمية هذه الندوة في الإضاءة على المواقع الأثرية لأنها تعطي الصورة الحقيقية عن حضارتنا وتاريخنا وتراثنا.
كما أحيا عشرة من مدرسي المعهد العربي للموسيقا بطرطوس حفلاً موسيقياً غنائياً مساء اليوم قدموا خلاله مجموعة من المقطوعات الموسيقية والأغاني التراثية الشرقية حيث اعتبر مدرس آلة الكمان بالمعهد وعازف الفيولا في الفرقة نور عثمان أن مهرجان التراث فرصة جيدة لعرض المنتج الثقافي التراثي الفني ليبقى حاضراً في أذهان الأجيال.
كما قدم مجموعة من الحرفيين في صالة ثقافي طرطوس مجموعة من منتجاتهم اليدوية التراثية التي تشتهر بها المحافظة والمشغولة من القش والخيزران والحرير والصوف والمنتجات المصنوعة من صدف البحر إضافة إلى بعض المقتنيات التراثية.
ومن الحرفيين المشاركين في المعرض رأى الحرفي حسن شعبان الذي يعمل في مجال صناعة صابون الغار منذ خمس سنوات أن المهرجان فرصة تعطي للزوار صورة عن الصناعات التراثية العريقة إضافة إلى كونه محطة لعرض منتجاته الجديدة على الزوار والمشاركين.
ووجدت الحرفية نظمية إسماعيل التي ارتدت الزي الشعبي لنساء المنطقة أن المشاركة معنوية بالدرجة الأولى حيث قدمت منتجها الجديد المصنوع من الخيزران والمعروف بـ “السانونة” التي يوضع فيها ما يسمى “مقلي الفخار” لاطلاع الشباب على صناعة هذه المنتجات والتي رغم قدمها لا تزال حاضرة حتى الآن ولها محبوها.
وقدم الحرفي إسماعيل الحاج معلا الذي يعمل مع عدد من أفراد أسرته في مجال تربية دودة القز وصناعة الحرير مراحل تربية الدودة وصولاً إلى الشرنقة واستخراج خيطان الحرير الطبيعي مع عرض بعض من المنتجات المصنوعة منها كالألبسة والقماش معتبراً مشاركته نافذة للإضاءة على هذه الصناعة العريقة.
الحرفي محسن العجي شارك ببعض المقتنيات التراثية كالمهباج ومصب القهوة إضافة إلى أدوات منزلية كانت مستخدمة قديماً بهدف تعريف جيل الشباب بها ليكونوا على معرفة واطلاع بتراثنا.
وعبرت ياسمين حسامو عن سعادتها بالمشاركة الأولى لها في المهرجان بحرفة الضغط على النحاس التي تعمل بها منذ نحو ثلاث سنوات مجسدة عبر لوحاتها شخصيات مختلفة وبعضاً من أنواع الخط العربي مع إدخال حبات الكريستال إلى بعض اللوحات للمرة الأولى كنوع من التغيير في اللوحة.
الحرفية انتصار ظروف شاركت بمجموعة من الأعمال المشغولة من مادة الرمل وصدف البحر بهدف عرض وتسويق منتجاتها إضافة إلى تطوير المهارات عبر التعرف على الحرف المشاركة وتوظيفها وابتكار أفكار إضافية لصنع أعمال جديدة.
منذر رمضان عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الحرفيين أكد أن المهرجان الذي تأخر عن موعده بسبب إجراءات الحجر الصحي للوقاية من فيروس كورونا هو رسالة وطنية تراثية تقول من خلاله أن التراث أساس الحضارة وانطلاقة الإنسان منوهاً بالمشاركة الواسعة للحرفيين في المحافظة.
فاطمة حسين