حلب-سانا
يواصل عمال المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية أعمال إعادة تأهيل الخط الحديدي للقطارات الذي يربط حلب بدمشق بعد توقفه لأكثر من 8 سنوات جراء الاعتداءات الإرهابية رغم الظروف الجوية الصعبة وبعمل يدوي وميكانيكي يحتاج لجهود مضاعفة في ظل غياب الوسائل التقنية الحديثة للصيانة بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على سورية.
وأوضح الدكتور نجيب الفارس المدير العام للمؤسسة في تصريح لمراسل سانا أن العمل يتم حاليا على إعادة تأهيل وصيانة الخط الحديدي من مدينة حلب إلى دمشق مروراً بمحافظتي حماة وحمص بطول 400 كم والذي تعرض للتخريب جراء الإرهاب مبيناً أنه تم خلال الأشهر الماضية إنجاز الصيانة والترميم للمسافة الممتدة من محطة مهين بحمص باتجاه محطة القدم بدمشق وإدخال قطار لشحن الحبوب من المرافئ السورية باتجاه صوامع الحبوب والمطاحن في السبينة بعد تأهيله كمرحلة تجريب لتسيير القطارات وفق الإمكانات المتاحة وحالياً تم إنجاز هذه المسافة بشكل نهائي وبقي فقط إعادة الخط الحديدي وتصحيح مساره على محوره ومنسوبه التصميمي الذي كان عليه قبل تضرره.
وذكر أنه تم العمل خلال الأشهر الماضية أيضاً على إعادة تأهيل القسم الممتد من محطة سنيسل في حمص مروراً بمحطة حر بنفسه في حماة إلى حلب لافتاً إلى أن الإرهاب دمر جسر حر بنفسه عام 2012 ما أدى لخروجه عن الخدمة وتم العمل على إعادة ترميمه وصيانته وأصبح جاهزاً كما تم تمديد الخط الحديدي فوق هذا الجسر موضحاً أن طول المسافة المسروقة من القضبان الحديدية والقسم العلوي بشكل كامل بحدود 12 كم من سنيسل إلى محطة حر بنفسه مروراً بهذا الجسر.
ولفت الفارس إلى أنه تم الانتهاء من ترميم جسرين بمنطقتي قمحانة وسنجار وبعض الأماكن التي تعرضت فيها مكونات الخط الحديدي للنهب والسرقة إضافة إلى زرع المفاتيح الفنية بالمحطات مثل سنجار وأبو الضهور والحمدانية وحر بنفسه وسنيسل وهذه المسافة يتم ترميمها في عدة مواقع بشكل مكثف من قبل ورشات المؤسسة التي تعمل على فرش البحص وإعادة محور الخط الحديدي إلى منسوبه لتسيير قطارات الشحن والركاب بشكل آمن وفق الإمكانات المتاحة.
وأشار إلى أنه تم تأمين غرف مسبقة الصنع من القطاع العام لوضعها في هذه المحطات والممرات السطحية المتقاطعة مع الطرق البرية من أجل التعويض عن المحطات المدمرة البالغ عددها على هذا المحور17 إضافة لمحطتين مدمرتين بشكل كامل مؤكداً أنه ستتم إنارة المحطات بالطاقة البديلة لتحقيق أمان سير القطارات وحالياً تتم أعمال تركيبها وتجهيزها لاستقبال وترحيل القطارات كما تتم أعمال ترميم محطة بغداد وصالاتها بحلب لتجهيزها لاستقبال المسافرين.
كما أكد أن القطارات ستتوقف في محطات حماة وحمص والقدم بدمشق ريثما يتم إنهاء أعمال تأهيل هذا المحور قريباً وسيتم تجريب سير قطارات الركاب والشحن عليها من أجل استقرار الخط الحديدي بشكل كامل وتحقيق الأمان عليه مشيراً إلى أنه يتم حالياً العمل مع شركة الكهرباء لإعادة تأهيل الوصلة السككية من محطة الضمير باتجاه المحطة الحرارية بحلب وسيتم إنجازها مع نهاية هذا العام لنقل مادة الفيول إلى المحطة وتوليد الكهرباء مبيناً أنه تم ربط صوامع الحبوب على هذا المحور بالسكك الحديدية وإعادة تأهيل التفريعات الواصلة إليها في محطة شنشار والناصرية وسبينة والوليد بحمص لتأمين نقل الحبوب إليها من المرافئ السورية ويتم التنسيق مع مؤسسة الحبوب لتفعيل صوامع تل بلاط بحلب وتأهيل الوصلة السككية إليها لنقل الحبوب.
وأوضح الفارس أن ورشات المؤسسة المتخصصة بالأدوات المحركة والمتحركة استطاعت تجهيز 4 مجموعات نقل الركاب ترين سيت سعة كل مجموعة 283 راكباً ويجري الآن تجريبها باتجاه محطة أبو الضهور لتكون جاهزة لنقل المسافرين بعد دخول الخط بالخدمة إلى دمشق وبالعكس وهذه الأعمال تتم بخبرات وكوادر المؤسسة لافتاً إلى تأمين أجهزة الاتصال اللاسلكية بين المحطات والقطارات لتحقيق أفضل بيئة لأمان سير القطارات وسلامة الركاب.
وبالنسبة لقاطرات البضائع تم إحداث مراكز إصلاح وصيانة اسعافية في حمص وطرطوس وحلب لإجراء الصيانات الدورية الطارئة والرئيسة لهذه القاطرات وشاحنات نقل البضائع وهناك أعمال تنجز في المرفأ الجاف وساحة الحاويات في المدينة الصناعية بحسياء حيث بلغت نسبة التنفيذ لمجمل الأعمال بحدود 77 بالمئة وهناك مشروع المرفأ الجاف وساحة الحاويات من جبرين إلى المدينة الصناعية بالشيخ نجار بحلب حيث يتم العمل لاستملاك المشروع وتم استلام الدراسة بشكل نهائي والعمل جار لتأمين الاعتمادات اللازمة لتنفيذه ما ينعكس إيجاباً على تسهيل التعاملات بالنسبة للصناعيين والفعاليات التجارية وتخفيف العبء عن المرافئ السورية من خلال المرافئ الجافة وتخفيض الأسعار على تكاليف إنتاج البضائع وتشجيع التصدير.
كاميرا سانا رافقت عمال وكوادر صيانة الخط الحديدي على متن قطار الترين سيت الذي انطلق من محطة بغداد بحلب باتجاه منطقة سنجار في ريف إدلب لإجراء الفحص الفني للخط الحديدي والاطلاع على أعمال الصيانة واستبدال الأجزاء المخربة حيث أوضح سائق القطار جميل حلوم أنه يجري تجريب تشغيل قطار الترين سيت باتجاه محور حلب حماة إلى منطقة سنجار للتأكد من جاهزية المجموعة والخط الحديدي لوضعه بالخدمة لافتاً إلى أن أعمال التأهيل تشمل فرش البحص وإصلاح القضبان الحديدية والعوارض الخشبية والبيتونية.
وبعد الوصول إلى موقع استبدال وصيانة الشبكة الحديدية في موقع سنجار رصدت كاميرا سانا الحركة الدؤوبة لعمال وورشات المؤسسة رغم الأمطار وبإمكانات متواضعة ووسائل يدوية لفك الأجزاء المخربة واستبدالها حيث بين المهندس ابراهيم خضرو مدير الحركة والنقل بالمؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية ومدير فرع المؤسسة بحلب أن أعمال الصيانة تتم على الخط الحديدي على بعد أكثر من 80 كم من حلب باتجاه حماة بكوادر محلية لإنجاز تأهيل وفتح الخط باتجاه دمشق لتسيير قطارات الركاب ونقل البضائع لافتاً إلى تضرر بعض أجزاء الخط خلال السير عليه من حلب لموقع سنجار والتي تم إصلاحها إضافة للعمل على تلافي كل حالات الخلل لتمكين القطارات من السير بالسرعات المطلوبة.
ولفت خالد العيسى رئيس شعبة المنشات الثابتة بالمؤسسة إلى أنه تم الكشف الفني على كامل المحور من حلب إلى حماة ووضع خطة من قبل المؤسسة لإعادة تأهيل الأجزاء التي تعرضت للتخريب رغم الإمكانات الفنية القليلة المتوافرة حيث يتم استبدال العوارض الخشبية التالفة والقضبان الحديدية المخربة لإعادة المحور كما كان عليه.
قصي رزوق