اللاذقية-سانا
بهدف التخفيف من آثار الكارثة البيئية التي لحقت بالأراضي الزراعية والحراجية معا نتيجة الحرائق التي تعرضت لها المحافظة مؤخرا قام فريق من المختصين والخبراء الزراعيين وبالتعاون مع مديرية الزراعة باللاذقية ومركز البحوث العلمية الزراعية بزيارة ميدانية إلى بعض المزارع المحروقة في منطقة بللوران ولقاء المزارعين للتعريف بالأساليب العلمية والعملية والوسائل الضرورية المتبعة للحد من الأضرار الكبيرة التي لحقت بالأشجار والتربة معا.
وكشف الدكتور محمد سلهب رئيس مركز البحوث الزراعية باللاذقية في تصريح لنشرة سانا الاقتصادية أن هذه الجولة هدفها تسليط الضوء على مجموعة من الإرشادات المتعلقة بطريقة التعامل مع الأضرار التي لحقت بالأشجار المثمرة وبحسب نوعها ومتابعة عملية الالتزام بها على أرض الواقع بما يكفل معالجتها.
وتحدث عدد من المختصين العاملين في مركز البحوث العلمية إلى النشرة عن آلية وطرق المعالجة فأوصى الدكتور فاضل القيم بآلية عمل للتعامل مع أشجار الزيتون عبر ضرورة استخدام الأسمدة العضوية كالآزوت والفوسفات والسماد الطبيعي مع تجنب التقليم والقطع بشكل كامل وانتظاره حتى قدوم الربيع وأكد أنه يجب استبدال الأشجار المحروقة بعمر 1-7 سنوات بغراس جديدة.
وأوضح الدكتور علي الخطيب من المركز أن الحمضيات تتميز بحساسيتها العالية ويجب دعم الأشجار التي لم يصل الحريق إليها بشكل كامل بالأسمدة المتنوعة وذلك لتشجيع نمو الجذور وحمايتها إضافة إلى رشها بالمواد الوقائية من الأمراض الفطرية والبكتيرية بينما يتم التعامل مع باقي الأشجار المتضررة وفق درجة تضررها.
من جهته أكد المهندس رأفت البهلول رئيس محطة بحوث كسب على ضرورة إدارة التربة من الآن وحتى قدوم الربيع وخصوصا أنها فقدت المادة العضوية وأنها غير قادرة على امتصاص المواد الغذائية لكونها معرضة للتعرية وللانجراف بعد أن فقدت جذور الأعشاب إضافة إلى حمايتها ودعمها بالمواد العضوية عبر زراعة البقوليات ووضع السماد البلدي المتخمر وسوبر فوسفات والبوتاس على بعد نصف متر عن الأشجار لاستعادة النشاط الحيوي.
بدورهم أشار كل من الدكتور عمار عباس والدكتور سامر ناصر والمهندس بشار طوبو من مركز البحوث العلمية باللاذقية الى التعاون مع هيئة الاستشعار عن بعد وذلك لإعداد قواعد بيانات وخرائط للتربة والمنحدرات والجيولوجيا العامة للمنطقة والأنواع الملائمة لإعادة التشجير وخاصة الأنواع المقاومة للحرائق إضافة إلى تشجيع إقامة المشاتل المؤقتة لتوفير احتياجات المزارعين من الغراس ومتابعة الاماكن المتضررة بشكل مستمر على مدى عامين على الأقل.
من جهته شدد المهندس نواف شحادة معاون مدير زراعة اللاذقية على أهمية هذه الجولة والتي تتضمن مجموعة من الإجراءات العملية والعلمية اللازمة للمحافظة على الأشجار المثمرة والحراجية معا وترميم المناطق المتضررة وذلك عبر اللقاءات المباشرة مع المزارعين واستمرار التواصل معهم لضمان الحصول على النتائج المرجوة.
وطالب عدد من أبناء المنطقة بزيادة عدد هذه الفعاليات ودعمها ومتابعة مقرراتها وتوصياتها على أرض الواقع بما يعود بالفائدة والنفع على المزارعين ويسهم في تجاوز الضرر الحاصل على الثروة النباتية.
من جهته بين هيثم الحجي رئيس دائرة الإنتاج النباتي بمديرية الزراعة باللاذقية أنه تم تخصيص مشتلي الهنادي وفيديو لتوزيع غراس الحمضيات وبعدد غراس ألف مطعم والف زفير إضافة لتوفير ألف غرسة مدورة من العام الماضي مشيرا إلى تخصيص مشتلي تشرين وآذار لغراس الزيتون وبعدد غراس يبلغ 300 ألف غرسة إضافة إلى نحو 150الف غرسة مدورة من العام الماضي كما تم تخصيص مشتل الساحل لغراس التفاح والإجاص والرمان والجوز والمشمش وبعدد غراس 260 ألف غرسة.
وأكد الحجي أن جميع الغراس التي تم توفيرها ستوزع مجانا وفق احصائيات الأضرار في القرى التي تعرضت للحرائق.
منال عجيب
نشرة سانا الاقتصادية