دمشق-سانا
تختلف نسبة ظهور الأعراض العصبية لدى مرضى كورونا بحسب شدة الإصابة حيث يمكن أن تصل إلى 50 بالمئة في الحالات الخفيفة والمتوسطة لترتفع إلى 80 بالمئة عند الإصابات الشديدة ومرضى الأعصاب ولا سيما الزهايمر وفق نقيب أطباء دمشق عماد سعادة.
وأشار الدكتور سعادة اختصاصي أمراض عصبية في تصريح لسانا إلى إمكانية ظهور الأعراض العصبية كالصداع واضطرابات الوعي والاختلاجات قبل ظهور الأعراض الصدرية التنفسية لدى بعض مرضى كورونا الأمر الذي يتطلب أخذ عينة من سائل الدماغ أو إجراء صورة طبقي محوري أو رنين مغناطيسي للتحقق من الإصابة بالفيروس.
وحول التأثيرات العصبية الشائعة لدى معظم مصابي كورونا بين الدكتور سعادة خلال ملتقى علمي أقامته نقابة أطباء دمشق مؤخراً أن أبرزها الصداع والوهن والتعب العام المتلازم حتى بعد الشفاء من الإنتان الفيروسي حيث ذكر أكثر من 60 بالمئة من مرضى الحالات الشديدة استمرار هذه الاعراض لديهم بعد شفائهم من الفيروس مشيراً إلى أن أفضل إجراء لمثل هذه الشكوى الالتزام بالتغذية الجيدة والدعم النفسي للمريض وشرب كميات مناسبة من السوائل.
ولفت الدكتور سعادة إلى مجموعة من الاختلاطات العصبية التي تحدث لمرضى كورونا وتحتاج إلى دخول المشفى ومنها حدوث الشلل “الفالج” والنشبات الدماغية والتهابات العضلات والأعصاب والجذور حيث سجلت أول حالات التهاب أعصاب وجذور لمرضى كورونا في العالم منذ الـ 25 من آذار الماضي لتتالي بعدها الإصابات بأعداد أكبر موضحاً أنه في سورية تم تسجيل مثل هذه الحالات وسيتم نشرها ضمن المتابعات العلمية بهدف إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث المحلية المتعلقة بفيروس كورونا والأعراض العصبية المرافقة له.
وأوضح الدكتور سعادة أن أذية فيروس كورونا للجهاز العصبي تحدث إما بشكل مباشر عبر المستقبلات العصبية أو الأعصاب المحيطية أو عبر الحاجز الوعائي الدماغي حيث يصل الفيروس إلى الجملة العصبية المركزية والسائل الدماغي الشوكي وفي بعض الأحيان تكون أذية غير مباشرة من خلال عاصفة “السايتوكونين” أو ما يسمى بالأضداد المناعية.
وبلغة الأرقام أشار الدكتور سعادة إلى أن أكثر الإصابات الوعائية الدماغية شيوعاً التي يمكن أن تحدث لمرضى كورونا هي الاحتشاءات الدماغية بنسبة 0.4 إلى 2.7 بالمئة تليها النزوفات الدماغية التي قد تصل إلى 1بالمئة بينما سجلت الإصابات العضلية لدى 30 بالمئة من الحالات.
ولفت الدكتور سعادة إلى أن استمرار شعور عدد من مرضى كورونا حتى بعد الشفاء بالإنهاك والتعب وضعف الأطراف الاربعة وعدم القدرة على القيام بأي مجهود يعود إلى متلازمة الإنهاك التالي للإنتان الفيروسي وهو أمر شائع ومعروف ويتطلب وقتاً لزواله مع مراقبة طبية مؤكداً ضرورة استمرار مرضى التصلب اللويحي وغيرهم من الأشخاص الذين لديهم إصابات عصبية بأخذ الأدوية الخاصة بهم بشكل وريدي.
وأشار الدكتور سعادة إلى أنه يجب مراقبة المرضى الذين لديهم إصابة عضلية أو عصبية بحذر خلال الإصابة بفيروس كورونا كونهم معرضين لتراجع الوظيفة التنفسية بشكل كبير ويمكن أن تعطى لهم جرعات من السيتروئيدات خلال فترة الإصابة.
وحول عارض فقدان حاستي الشم والذوق أوضح الدكتور سعادة أنها من الأعراض المبكرة حيث تظهر في بداية الإصابة وسجلت حالياً بنسبة 80 بالمئة من الإصابات وفق الدراسات العلمية وتحصل بعد غياب الاحتقان والسيلان الأنفي وتعود الوظيفة الشمية بعد فترة قصيرة لدى نحو 44 بالمئة من المرضى.
راما رشيدي