بالذكرى الـ50 للثورة الفلسطينية.. الشعب الفلسطيني أكثر اصرارا على مقاومة الاحتلال حتى استعادة كامل حقوقه

دمشق-سانا

يؤكد الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة وهو يحيي الذكرى الخمسين لانطلاق الثورة الفلسطينية انه اكثر اصرارا على التشبث بالمقاومة حتى استعادة حقوقه كافة وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الى ديارهم واطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال.

وتأتي هذه الذكرى وسط ارهاصات ومتغيرات داخلية واقليمية ودولية معقدة فالاحتلال لا يزال يمارس سياساته العدوانية والاستيطانية والعنصرية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته ويحاول تغيير البنية الديموغرافية للقدس المحتلة للوصول الى غاياته ومراميه في اقامة دولة يهودية مزعومة يسحق من خلالها حقوق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وتقرير المصير والعودة وتدعمه بذلك الولايات المتحدة الامريكية والغرب المتصهين بشتى الطرق والأساليب.

كما تشكل هذه المناسبة برمزيتها احدى السمات البارزة لوحدة الشعب الفلسطيني وتعكس في الوقت ذاته الترابط الجدلي بين ثوراته ونضالاته ضد الغزاة والمحتلين وحلفائه وضد كل أصناف الظلم والعدوان وخاصة الاحتلال الصهيوني الغاشم الذي يمارس عربدة لا مثيل لها في التاريخ بحق الشعب الفلسطيني ومقدراته وارضه في ظل تعامي المجتمع الدولي عن جرائم الاحتلال اليومية بحق الفلسطينيين وفي ظل الدعم الامريكي والغربي المفضوح للكيان الغاصب والذي تجلى احد مرتسماته بالامس من خلال رفض مجلس الامن الدولي مشروع القرار الفلسطيني بشان انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.

وبهذا الصدد أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال إضاءته شعلة الانطلاقة الخمسين للثورة الفلسطينية في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله اليوم ان عدم إقرار مجلس الأمن الدولي مشروع القرار الفلسطيني العربي لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي ليس نهاية المطاف وعندنا ما نقول وما نفعل اعتبارا من هذه الليلة موضحا ان الحق لا يعطى بل يؤخذ وعلى الفلسطينيين العمل من أجل الحصول على حقوقهم.

وأكد عباس الاستمرار في النضال حتى الوصول الى الدولة الفلسطينية وعاصمتها الابدية القدس وقال من دون القدس وغزة والضفة لا توجد دولة فلسطينية وسنصمد ولن نخرج من بلدنا .. وسنبقى متجذرين على أرضنا حتى نحقق النصر والتحرير لافتا الى ضرورة استعادة الوحدة الوطنية وإعادة إعمار قطاع غزة رغم كل المعوقات.

وأضاف عباس من ظن اننا نحبط او نيئس او نخذل شعبنا فظنه خائب ونحن مستمرون في موقفنا وسياستنا ورائدنا الاساس هو مصلحة شعبنا مبينا ان النصر آت لا محالة بفضل الصامدين والمرابطين المقدمين كل ما هو غال ونفيس من اجل الوصول إلى الحرية والنصر.

وجدد عباس التاكيد أن العالم بأسره قد مل هذا الاحتلال الاسرائيلي البغيض لكونه الاحتلال الوحيد الباقي والاطول في التاريخ الحديث موضحا ان الكيان الصهيوني لم يتعظ من التبدلات العالمية ومن الاقرار الدولي المتزايد بعدالة القضية والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

بدوره أشار محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض عام التعبئة والتنظيم الى انطلاقة الثورة الفلسطينية وما قدمته من تضحيات وشهداء وما انجزته من انتصارات على العدو الصهيوني المتغطرس وقال ان الثورة مستمرة وما زالت حتى انتصار شعبنا على الاحتلال ونيله حقوقه كافة حتى لو سماها البعض ثورة المستحيل.

وأكد أن مسؤولية القيادة الفلسطينية هي حماية الشعب الفلسطيني وأرضه وابنائه من الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه وسياساته العنصرية والعدوانية والاستيطانية وقال لا يمكن أن نتصالح مع ما حصل من جرائم قتل بحق أبنائنا.
وفي المناسبة ذاتها اصدر المجلس الوطني الفلسطيني اليوم بيانا جدد فيه استمرار الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الصهيوني حتى نيله حقوقه كافة في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وفق القرار الدولي 194 وإنهاء الاحتلال ومخلفاته الاستعمارية موضحا ان هذه الحقوق ثابتة ومقدسة لا يمكن المساس بها ابدا.

وشدد بيان المجلس على أن انطلاقة الثورة الفلسطينية ستبقى بأهدافها ومبادئها المرجعية الوطنية التي يتجمع حولها أبناء الشعب الفلسطيني البطل وفصائله وقواه الوطنية كافة وستبقى حافظة لدماء الشهداء الأبطال وتضحيات الجرحى والأسرى الصامدين مؤكدا ان الرصاصات الأولى التي أعلنت عن انطلاقة الثورة الفلسطينية قبل 50 عاما ما زالت متوهجة في وجه الأعداء والمتآمرين وتعرف هدفها في إنهاء الاحتلال والعودة لكون هذه الثورة هي الحامية لحق الفلسطينيين في النضال ومقاومة المحتل وتنير الدرب للأجيال القادمة.

وقال المجلس في بيانه ان المحاولات الإسرائيلية لفرض الأمر الواقع على الأرض سواء باستمرار الاستيطان أو إقرار قوانين الضم وغيرها ستواجه بتصميم فلسطيني وإصرار على المضي في الكفاح حتى إزالة الاحتلال عن أرضنا وشعبنا الذي لن يرضخ أبدا للتهديد والوعيد الذي يطلقه البعض بسبب تمسكه بحقوقه وثوابته الوطنية فالنضال بكل أشكاله ماض ولن يتوقف.

وكانت حركة التحرير الوطني الفلسطينية “فتح” أعلنت في الاول من كانون الثاني عام 1965 عن انطلاقة الثورة الفلسطينية بعملية نفق “عيلبون” الفدائية وتتابعت بعدها العمليات الفدائية الفلسطينية التي اثبت من خلالها الشعب الفلسطيني جسارته في الدفاع عن أرضه ومقدساته رغم ان ثورته هذه لم تكن وليدة ذلك اليوم وحده وانما جاءت استمرارا لنضال الشعب الفلسطيني الذي قارع الاحتلال الانكليزي والعصابات الصهيونية التي اغتصبت ارض فلسطين بمحاباة من الحكومات الاستعمارية الغربية.

 

انظر ايضاً

القائد الشرع يلتقي رجل الأعمال السوري وليد الزعبي

دمشق-سانا التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع رجل الأعمال السوري وليد الزعبي بالعاصمة دمشق