دمشق-سانا
قصائد سلطان العاشقين ابن الفارض الموغلة في الروح والتصوف جعلتها مقصدا للعديد من المطربين والموسيقيين لتقديمها مغناة وهذا ما حدا بالمطربة ليندا بيطار والمايسترو عدنان فتح الله لاختيار قصيدة “أخفي الهوى” من ديوان هذا الشاعر السوري ليطرب لها أحفاده بعد مرور ثمانية قرون على رحيله.
إطلاق هذه الأغنية جاء بمثابة مشروع جديد في تجربة بيطار قوامها إحياء التراث السوري الصوفي بأسلوب معاصر اعتمد فيه فتح الله على الات موسيقية غربية وشرقية جلها وترية من الكمان والفيولا عزف مجد جريده والتشيلو محمد نامق والعود فتح الله والقانون حكم خالد وكلارينيت يزن الصباغ.
وصورت المطربة بيطار أغنيتها التي أطلقتها عبر منصات التواصل الاجتماعي في قلعة الحصن الأثرية بمحافظة حمص ليجتمع من خلالها العشق الإلهي مع جذوره السورية وهو ما كرسته عدسة المخرج كنان سمعان.
وفي تصريح لـ سانا بينت بيطار أنها من متذوقي شعر ابن الفارض ومحبي كلماته لما تفيض به من رقة وعذوبة تخاطب الروح ببساطتها وعمقها موضحة أنها والمايسترو فتح الله استثمرا فترة توقف النشاط الثقافي أثناء تنفيذ الإجراءات المتبعة للتصدي لفيروس كورونا ليعملا على هذه الأغنية وتسجيلها ثم تصويرها.
ولفتت إلى أن هذه الأغنية مع لحنها ومكان تصويرها بنيت بكل حب وبساطة وهو ما يشبهها ويعبر عنها موضحة أن سبب اختيارها للمخرج سمعان يعود لإيمانها بطاقات الشباب السوري وهو ما تحاول تكريسه ايضا من خلال اختيارها لمؤلفي الأغاني من الشباب المميز أمثال رامي كوسا.
يشار إلى أان ابن الفارض أحد أشهر الشعراء المتصوفين وغلبت على أشعاره العشق الإلهي أصوله من مدينة حماة وقضى حياته في مصر وسلك طريق الصوفية ومال إلى الزهد ونظم معظم أشعاره في الحب الإلهي.
والمطربة ليندا بيطار من مواليد حمص خريجة المعهد العالي للموسيقا 2007 اختصاص غناء شرقي شاركت في مهرجانات سورية وعربية وعالمية وهي عضو في فرق محلية عدة وأستاذة صف الغناء الشرقي بالمعهد العالي للموسيقا.
رشا محفوض