اللاذقية-سانا
في طريقنا إلى قرية القلورية التابعة لمنطقة القرداحة بريف اللاذقية ما زالت صور الزيتون وأزهار الليمون عالقة في أذهاننا تغير المشهد الآن كثيراً.. فالأرض الخضراء اكتست بالسواد وتبدلت رائحة زهر الليمون برائحة الحريق وأصبح شجرها رماداً.
“إنها الساعة التاسعة من مساء يوم الجمعة حين حاصرت النيران القرية وكادت أن تصل إلى المنازل..” يروي لنا مروان ديب أحد سكان القرية كيف التهمت النيران أرضه المزروعة بالليمون ووصل ارتفاعها حتى 5 أمتار التهمت النيران كل شيء.. حاولنا إطفاء النار بأدوات بسيطة لم يستطع أحد الوصول إليها لكن كل من بالقرية هب للمساعدة.. أحدهم حمل دلو ماء وآخر حمل معولا.. وقاموا بقص الأشجار قرب المنازل وقطعها أحياناً لمنع وصول النيران.
وبملامح تعبر عن إرادة قوية قال ديب “لن نترك أرضنا ولا ذرة تراب منها أنها جميلة ولو كانت محروقة أنها أرضي وأرض آبائي وأجدادي ستعود خضراء كما كانت إن شاء الله”.
وبين سيف الدين خير الدين أنه اهتم بنقل العائلات وتأمينها قبل أن يذهب لإطفاء حريق التهم دونمين من أرضه المزروعة بالليمون قائلاً “إن الأرض بالنسبة للفلاح كما العرض لم ولن نتركها وسنعاود زراعتها في المستقبل”.
وأوضح عمران كنعان سارعنا لإطفاء الحريق بكل الأساليب وتعاون كل سكان القرية ولكننا خسرنا شبكات ري بالتنقيط وأعمدة كهرباء ومناحل وحيوانات داجنة.
شاهدنا أشجاراً متساقطة الأوراق والثمار أنها أرض حكمت زيود وعندما دخلنا قابلتنا زوجته جيهان أسعد بوجه مبتسم قائلة لنا “أرضنا دائمة الخضرة ونأمل بغد أجمل ولن تهزم عزيمتنا أبداً”.
ختم أهل القلورية حديثهم لمراسلة سانا بقولهم في أحد مواسمها تزوجنا وبغيره بنينا منازلنا سنرجعها كما كانت خضراء وجميلة لتستمر وتحيا الأجيال القادمة.
وفي طريق العودة محونا من ذاكرتنا تلك الصور على أمل أن نزورها مجدداً ونراها خضراء متجددة.
وناشد سكان القلورية مديرية الموارد المائية وجميع الجهات المعنية بإصلاح الأعطال وضخ ماء الري للقرية لسقاية الأشجار التي تعرضت للأضرار حيث يمكن أن تنمو مجدداً بعد الحريق إذا تمت سقايتها فوراً مشيرين إلى أن منطقة عين الباطوس تأثرت بالحريق فتعطلت شبكة الري والماء تهدر بالأرض ولا تصل للقرية.
منال عجيب