اللاذقية-سانا
إرادة صلبة وتشبث بالأرض وتصميم على تجاوز المحنة معان تجسدت في تضافر جهود الفعاليات الأهلية لمساندة طواقم الإطفاء ورجال الجيش العربي السوري في إخماد الحريق الذي اندلع في قرية كفردبيل بريف جبلة وطال مساحات كبيرة من حراجها وأشجارها.
قصص وتجارب مؤثرة رواها الأهالي لمراسلة سانا ففي الطريق إلى قرية كفردبيل حيث تتوزع أشجار الزيتون والجوز على أطرافه وعند الوصول إلى تلال القرية تحول المشهد إلى منظر مأساوي يعمه السواد ورائحة الحريق حيث لا يزال الدخان يتصاعد من تراب التلال الطاهرة.
وعلى جانب الطريق قرب تلال القرية جلس ابراهيم الفتيني خفير الحراج يراقب بحزن ما حل بتلك الغابة الخضراء التي حولتها الحرائق إلى أرض يعمها السواد قائلاً إن “الحريق امتد من أطراف قرية المرداسية باتجاه قرية كفردبيل ومنها إلى حوران البودي شمال سد كفردبيل حيث طال الحريق حراجها وساهمت الرياح الشرقية الجافة بسرعة اندلاع الحرائق”.
“اندفعنا مع أهالي القرية لإخمادها بكل شجاعة وإرادة وتصميم على حماية أراضينا ريثما تصل سيارات الإطفاء لمؤازرتنا” ويضيف الفتيني “منهم من حمل معولاً وآخرون اقتطعوا أغصان الزيتون لتعينهم على إطفاء النيران التي بدأت تستعر في تلال القرية خوفاً من امتدادها إلى منازلهم ومنهم من قام بتحميل سياراتهم الخاصة بخزانات المياه التي ملؤها من الآبار الموجودة في أراضيهم إلى حين وصول عناصر الإطفاء الذين قاموا بتوزيع السيارات لمحاصرة النيران وإبعاد الحريق عن المنازل السكنية وحماية الأهالي”.
وبصوت هادئ يلفه الحزن وفي الوقت نفسه التصميم على تجاوز هذه المحنة يوضح الفتيني أن أضرار الحريق كانت كبيرة وأتت بشكل كبير على أشجار الصنوبر البري والثمري وهي عندما تتعرض للنيران لا تثمر من جديد أما السنديان يجدد نفسه وكذلك الخرنوب والبطم لكن لا بد من إعادة تشجير المنطقة مع الحفاظ على التضاريس الطبيعية.
ولدى سماع أبي سليمان صاحب سيارة توزيع الخضار بالحريق اندفع لنقل شباب القرية إلى موقع الحريق والمساعدة في إخماده في صورة تعكس أصالة الشعب السوري وتعاضده في الأوقات الصعبة قائلاً لقد “وضعت سيارتي في خدمة أهالي القرية فهذا أقل شيء أقدمه تجاه أبناء قريتي”.
كما جسد الشاب سامي محفوض الذي يخدم في صفوف الجيش العربي السوري ببطولته وشهامته القيم والمبادئ الأصيلة التي تربى عليها أبناؤنا حيث تصادف وجوده في القرية خلال إجازته فاندفع لدى سماعه بالحريق مع أبناء قريته لإخماده وقال “حملت معولاً وانطلقت لمساندة طواقم الإطفاء ورجال الجيش العربي السوري في إخماد النيران وحماية ممتلكات القرية”.
كما ساهم بعض أهالي القرية بتقديم الآليات اللازمة لإخماد الحريق معربين عن تصميمهم على المشاركة في إعادة تشجير المنطقة بمساعدة المؤسسات الرسمية والجهات الداعمة لإعادة التشجير حتى تعود خضراء كما كانت سابقاً”.
صفاء علي