حماة-سانا
تكثيف حملات التشجير وتوسيع نطاقها هذا العام ومشاركة مختلف القطاعات الحكومية والأهلية تعد حاجة ماسة وضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى لتعويض الثروة الحراجية التي خسرتها الغابات الطبيعية جراء الحرائق في الريف الغربي لمحافظة حماة خلال موسم الصيف وإعادة الحياة إليها باعتبارها ثروة وطنية وواحدة من أبرز عوامل استقرار البيئة والمناخ والسياحة.
المهندس أحمد ميرزا رئيس شعبة الحماية في زراعة حماة أوضح لمراسل سانا أن عمال المديرية يستعدون خلال هذه الفترة لاستصلاح مواقع الحراج التي طالتها النيران وإعادة تهيئتها مجدداً للتحريج مبينا أنه تم وضع إشارة “حريق منع التصرف” على الصحيفة العقارية للمنطقة التي أتت عليها النيران لحظر دخولها من قبل أي شخص بغرض الاحتطاب وللحيلولة دون وضع اليد عليها مضيفاً.. إن الورشات تعمل على جمع الأحطاب والأغصان التالفة بطريقة نظامية دون المساس بأي شجرة يمكن أن تتجدد في الفترة المقبلة.
وتتضمن خطة مديرية زراعة حماة للعام الحالي وفق ميرزا تنفيذ أعمال شق طرق وخطوط نار بطول 12 كيلومتراً موزعة على مخفر مصياف الحراجي ودير شميل وربعو بالإضافة إلى ترميم 28 طريقاً آخر تشمل مواقع في دير ماما والسنديانة وربعو ومصياف.
رئيس شعبة التحريج والمشاتل في زراعة حماة المهندس أحمد العشي أشار بدوره إلى أن الخطة السنوية لتشجير المناطق المحروقة في مجال زراعة حماة والتي تبدأ عادة خلال شهر تشرين الثاني تبلغ نحو 300 هكتار بمختلف أنواع الغراس مثل الصنوبر الثمري والحلبي والبروتي والكينا والتوت الهندي والياباني والزيزفون والسماق والسرو والخرنوب وغيرها.
المهندس طارق موسى باشا رئيس شعبة إدارة وتنظيم الغابات اعتبر من جانبه ان إعادة الحياة والمساحات الخضراء الى المناطق المتضررة جراء الحرائق إلى سابق عهدها عملية صعبة لأن خطورة الحرائق تكمن في تغييرها مناخ المنطقة ولا سيما أن كثيراً من أنواع الأشجار الحراجية تنمو في المناطق الرطبة والمعتدلة.. والشريط الحراجي الشرقي لمحافظة حماة مثل منطقة البلعاس الذي يعد خط الدفاع الأول عن حراجها الغربية قد طاله زحف التصحر أصلاً وبالتالي فإن تعويض المساحات الواسعة من الثروة الحراجية الكثيفة في ريف حماة الغربي التي تضررت جراء الحرائق قد يستغرق عشرات السنين.
وأوضح موسى باشا أن المواقع التي أتت عليها النيران تحتضن أصولا بذرية لأشجار متحملة بشراسة للعوامل الجوية ومنسجمة مع الصفات المناخية منذ مئات السنين كالتربة والمعدلات المطرية ودرجة حرارة الطقس فهي بمثابة البنك الوراثي لأنواع الأشجار الموجودة في هذه المناطق.
المعلمة غيداء دهيمش بينت أن المشاركة في حملات التشجير واي مبادرة بهذا الخصوص تمثل واجبا وطنيا وأخلاقيا وانسانيا سعيا وراء إعادة المساحات الخضراء الى سابق عهدها في السفوح الجبلية الواقعة في منطقتي الغاب ومصياف مشيرة إلى أن هذا الامر ليس من مسؤولية الدولة فحسب بل هو منوط بمختلف القطاعات الاهلية كون المنفعة الناجمة عن هذه الغابات تطال الجميع إلى جنب التمتع ببهاء الطبيعة وقضاء الأوقات في ربوعها.
محمد الصنيع من وجهاء محافظة حماة قال.. نحن اليوم بحاجة إلى خطة تشجير وطنية سريعة وعلى مستوى واسع تشارك فيها كل الفعاليات الأهلية والحكومية والشبابية لإعادة الحياة والألق للغابات بزراعة ملايين الغراس على امتداد سورية مع التركيز على المناطق الحراجية التي التهمتها النيران.
وتابع.. إنه بالتوازي مع ذلك ينبغي وضع خطة مماثلة لإعادة تقييم وضع الغابات وفتح المزيد من الخطوط الزراعية فيها وخطوط للنار تقسمها لمساحات يمكن التعامل فيها مع الحرائق وتمنع انتقال النار من مكان إلى آخر مع تحديث أسطول سيارات الإطفاء وزيادة عدد مناهل المياه بحفر المزيد من الآبار بالقرب من المواقع الحراجية للاستفادة من مياهها في سقاية الغراس الجديدة وإخماد الحرائق.
الطالب عبد الله النجار لفت إلى أن الغابات واشجارها هي رمز للخير والعطاء والجمال ويتعين تضافر كل الجهود والمساعي لإعادتها إلى سابق عهدها من خلال تكثيف حملات التشجير ومشاركة أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع فيها ولا سيما طلاب المدارس والجامعات وعدم الاكتفاء بزراعة الغراس فقط بل الاهتمام بها وخاصة خلال السنوات الأولى من عمرها وسقايتها وحمايتها من التعديات سواء الحرائق أو الاحتطاب أو غيرهما.
سعيد وهو موظف دعا الجهات المعنية في الحراج إلى اعتماد برامج أكثر جدوى وفاعلية في حماية الغابات مثل محطات الإنذار المبكر والتي ترصد أي حريق منذ بداية اندلاعه في أي موقع عن طريق كاميرات حساسة للحرارة موصولة مع جميع المخافر الحراجية ومركز مديرية الحراج ويمكن إتاحة فرصة الاشتراك فيها للأهالي الذين يملكون أراضي زراعية بجوار هذه الغابات.
مدير الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور حسان فارس أعلن لـ سانا أن الوزارة أنهت خطتها الإنتاجية للتحريج والتي ستنفذها ضمن الحملة الوطنية للتشجير التي تبدأ في الأول من تشرين الثاني المقبل وتنتهي في أواخر شهر آذار مؤكدا أن إعادة تشجير المناطق التي تعرضت للحرائق وزيادة المساحات الخضراء تعد من أولوياتها خلال المرحلة القادمة مشيرا في هذا الصدد إلى أن عدد الغراس الحراجية المنتجة والمقرر زراعتها خلال هذا الموسم بلغ نحو 6 ملايين غرسة ستتوزع على المواقع الحراجية المقدرة بـ 4 آلاف هكتار وأن مستلزمات التشجير مؤمنة بجميع المحافظات.
عبد الله الشيخ