دمشق-سانا
يفسح أسلوب العلاج بالفن المجال أمام الأم لدخول عالم طفلها الداخلي واكتشاف نوعية أفكاره وحجم مخاوفه وما يعتمل فيه من هواجس بما في ذلك مكانة الأشخاص في قلبه وذلك من خلال خط يده وألوانه ورسوماته.
الدكتورة نعمت الداهوك الخبيرة والممارسة للعلاج بالفن بينت أن من خلال الرسم يعبر الطفل عما يعجز عنه بالكلام أو اللغة ومن خلال رسوماته يمكن للام اكتشاف شخصية طفلها الصغير لافتة إلى أن الرسم يعد من أول أشكال التواصل والتعبير وفهم الية تفكير الطفل.
وأوضحت الداهوك لسانا الشبابية على هامش دورة مجانية نظمتها مؤسسة “حدودي السما” للأمهات الشابات حول مفهوم العلاج بالفن وأنواعه وأساليبه أنه من خلال الفن يربط الأطفال بين مشاعرهم وإدراكهم المعرفي حيث “يتميز الرسم بقدرته على منح الطفل امكانية تعديل العالم من حوله وتعديل تجربته أيضا من خلال تجسيدها في صورة على الورق كما يتيح الرسم له فرصة بناء وتنمية وتطوير حسه المرهف بما حوله بالإضافة إلى أن الرسم يعزز الروابط العائلية وهو طريقة جيدة لتحفيز المودة والتواصل ما يستوجب من الاباء والأمهات مرافقة أولادهم أثناء القيام بالرسم”.
ولفتت الداهوك إلى أنه من خلال الرسم ايضا يمكن تشخيص مشكلات الاطفال السلوكية والاسرية والاضطرابات التربوية والنفسية كما بالامكان معالجتها ما يتطلب الاهتمام بكل رسم يخطه الطفل والتعامل معه بجدية بالغة بل واحترامه لانه بمثابة صورة تعكس شخصيته.
بدورها بينت ريم القصاص في السنة الرابعة كلية التربية قسم الارشاد النفسي وام لطفلة أن “لكل عنصر في لوحة الطفل دلالة معينة كأن يرسم الشمس إلى اليسار أو اليمين أو في منتصف الصفحة بالاضافة الى دلالات الايدي والارجل القصيرة منها والطويلة وايضا احجام الشخصيات التي يقوم برسمها وسواها من العناصر الاستدلالية”.
وأضافت القصاص أنه من خلال دراستها ومن خلال هذه الدورة ايقنت أهمية الرسم للصحة العقلية للأطفال إذ يمثل هذا النشاط طريقة مثالية لتطوير مهاراتهم الحركية والعقلية وتعزيز نموهم الاستكشافي والنفسي والعاطفي والاجتماعي.
ربى شدود