الشريط الإخباري

الغناء الشعبي الدمشقي… بساطة اللحن والكلمات وتنوع الأغراض والمناسبات

دمشق-سانا

الغناء الشعبي جزء مهم من السجل الشفوي الذي يوثق الحياة الاجتماعية لكل مجتمع من المجتمعات ناقلا لنا عاداته وتقاليده كالغناء الشعبي الدمشقي الذي تناول كثيرا من العادات والتقاليد الخاصة بدمشق.

ويبين الباحث الموسيقي أحمد بوبس أن الاغنيات الشعبية الفلكلورية عبرت عن جوانب عديدة من الحياة الاجتماعية الدمشقية وما فيها من تقاليد ارتبطت ببعضها لكنها تنوعت وفق الاغراض والمناسبات وتميزت ببساطة اللحن والكلمات ما سهل حفظها على الناس وخاصة النساء اللواتي كن يؤدينها في السهرات والنزهات والمناسبات.

ويذكر بوبس أن جميع الاغنيات الدمشقية جاءت في قالب الطقطوقة البسيط وعلى مقام موسيقي واحد إذ تتألف من مذهب يتكرر بين عدد من الكوبليهات وفي معظم الاحيان يرافق الغناء العزف على العود والضرب على الدربكة.

وتتجلى أغاني المناسبات في الخطوبة والزواج وتقاليدهما الخاصة التي تترافق وفق مراحلها بمجموعة من الاغنيات فعندما تتم خطبة الفتاة تغني لها النسوة “طالعة من بيت أبوها” التي يشير بوبس إلى أن لها نسخة عراقية تختلف في مطلعها عن مثيلتها الدمشقية سريعة الرتم والفرحة بينما اللحن العراقي بطيء عليه مسحة حزن.

ومن تقاليد الخطوبة الدمشقية كما يوضح بوبس ان الشاب كلما زار بيت خطيبته وجب عليه ان يجلب معه هدية لها وهذا ما تعبر عنه أغنية “ع الصالحية” أما العرس فله ايضا أغنياته الخاصة ومنها “اسم الله اسم الله يا زينة”.

ومن عشق الدمشقيين للنزهات ظهرت أغنيات خاصة من وحي رحلاتهم بمراحلها كلها فخلال اعداد الطعام والتحضير للغداء كانوا يرددون أغنية “طيب مقلي هالبيتنجان” وفي المساء يتفرغ المتنزهون لتسلياتهم ولابد ان يكون للغناء حصة من جلساتهم وقد تكون على شكل لعبة مثل أغنية “واتمختر يا بو جبة”.

أما أغنيات الجلسات النسائية فكانت من عادة الدمشقيات أن يعددن جلسات سمر أسبوعية في منزل إحداهن موعدها غالبا وقت العصر يكون الغناء فيها مادة رئيسة بمرافقة العود والدربكة فكانت بعض الاغنيات تقدم على شكل وصلات تبدا باغنية “يللا سوى يا حبي نسهر في رياض الياسمين” وتتوالى بعدها الاغنيات ومنها “على دقاقة البني” و”بين الجناين” و”ياقضامة مغبرة”.

ومن أطرف الأغنيات الدمشقية الفلكلورية كما يقول بوبس “تعي ع ألفي” وهي على شكل مساجلة بين البيضاء والسمراء لافتا إلى أن هناك أغنيات أخرى ليس لها ارتباط بمناسبة معينة ويمكن أن تقدم في جميع المناسبات وأغنيات أوجدتها الذاكرة الشعبية لغرض معين ثم تحولت إلى أغراض أخرى ومنها أغنية “يا بو عيون اللوزية”.

ولكن التراث الدمشقي أيضا انفتح على كل حواضر بلاد الشام فأخذ منها وأعطاها كما في أغاني “بيلبقلك شك الألماس” و”اه يا أسمر اللون” و”رمانك يا حبيبي” حيث كانت تغنى في سورية وفلسطين ولبنان بالكلمات نفسها تقريبا.

رشا محفوض