الشريط الإخباري

محمية الشوح والأرز في صلنفة.. نباتات نادرة وأشجار معمرة وجهود استثنائية لحمايتها من الحرائق

اللاذقية-سانا

تعد محمية الشوح والأرز في صلنفة من أهم المحميات الطبيعية في محافظة اللاذقية كونها تحتضن آخر ما تبقى من غابات الأرز النادرة في الحوض الشرقي للبحر المتوسط ولما تحتويه من أشجار معمرة تعود إلى مئات السنين ونباتات نادرة.

وتكتسب المحمية التي تمتد على مساحة 1350 هكتاراً أهميتها أيضاً نظراً لاعتبارها موطناً آمناً للعديد من الحيوانات البرية ومحطة مهمة للطيور المهاجرة في فصل الصيف وهي المنطقة الوحيدة في سورية المصنفة من قبل المجلس العالمي للطيور كمنطقة عنق زجاجة للطيور المهاجرة.

وذكر المهندس المشرف على المحمية من دائرة الحراج باللاذقية يقظان معروف في حديث لمراسل سانا أن المحمية تحتوي بشكل رئيس على أشجار الشوح والأرز وأنواع مختلفة أخرى من شجر الصنوبر والسنديان والبلوط والشرد والغبيراء وأنواع نباتية مميزة نادرة مثل الفاوانيا وزهرة الربيع وزهرة الثلج.

وأشار المهندس معروف إلى أنه تم العثور في المحمية على الكثير من الأنواع النباتية الجديدة التي لم يكن يعرف بوجودها مثل اللوز الشائع والخوخ الزاحف والسفندر التزييني ليصبح عدد الأنواع النباتية التي تحتويها المحمية 142 نوعاً نباتيا موزعة على 107 أجناس و50 فصيلة نباتية وهذا يشكل نحو 12 بالمئة من الأجناس النباتية و 38 بالمئة من الفصائل النباتية الموجودة في سورية.

وأضاف أنه يوجد في المحمية 53 نوعاً خشبياً و89 نوعاً من الأعشاب والحشائش وأنواع مختلفة من الحيوانات من مختلف صنوف الفقاريات والثدييات منها الذئب والثعلب والضبع والأرنب البري والغزال الجبلي والأيل الأسمر إضافة إلى الخنزير البري وفأر الغابات والخلد والقنفذ وأنواع أخرى عديدة لافتاً إلى أن محمية الشوح كانت موئلاً للعديد من الأنواع التي واجهت الانقراض كالنمر السوري والدب البني السوري.

والأضرار التي تعرضت لها المحمية جراء الحرائق مؤخراً كانت محدودة إلا أن عدداً من المواطنين ومن أنصار البيئة أعربوا عن آملهم بوضع الخطط الكفيلة بحماية هذه المحمية ورعايتها وإعادة تأهيل المتضرر من الحرائق باعتبارها ثروة وطنية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.

وأوضح المشرف في المحمية المهندس بلال إبراهيم أن هذه المحمية الطبيعية تتألف من سفح غربي يحتوي على شجر الشوح النادر وسفح شرقي يحتوي على أشجار الأرز المعمرة والتي تعود إلى مئات السنين والتي تعتبر ثروة وطنية مهمة مبيناً أن نسبة 5 بالمئة من المحمية فقط تعرضت للضرر من الحريق الذي اندلع مؤخراً وهي عبارة عن إصابات بعريضات الأوراق والتي يمكن أن تعاود النمو حيث تم فصل القسم المحروق عن الأخضر بشق طرقات بالآليات الثقيلة وأحياناً بالحفر اليدوي كما تمت إقامة حزام حول شجر الأرز تحسباً لحرائق مستقبلية وأي خطر متوقع.

كاميرا سانا وثقت محدودية الأضرار التي أصابت هذه المحمية التي تمتد على مساحة 1350 هكتاراً منها 1000 هكتار في اللاذقية تضرر منها فقط هكتاران فيما كانت الخسائر أقل في محافظة حماة وفقاً لمدير زراعة اللاذقية المهندس منذر خير بك مبيناً أن سرعة وجاهزية آليات الإطفاء التابعة للمديرية بالتعاون مع عناصر فوج الإطفاء والدفاع المدني كان لهما الأثر البالغ في سرعة السيطرة على الحريق وإخماده والحيلولة دون انتشاره إلى مناطق أوسع على الرغم من الظروف المناخية الصعبة ووعورة تضاريس المنطقة.

ولمحمية الشوح والأرز التي تقع على الحدود الإدارية لمحافظة اللاذقية إطلالة ساحرة على سهل الغاب والبحر وتمتد حدودها في محافظة اللاذقية بين طريق صلنفة “محطة البث” الغاب شمالاً والبراج جنوباً وجورين الريحانة شرقاً وطريق عام صلنفة وجوبة برغال غرباً.

منال عجيب وفراس زردة