ازدحام على محطات الوقود.. والمواطنون يطالبون بمكافحة ظاهرة التهريب وإيجاد آلية أفضل لتنظيم الدور

 

دمشق-سانا

تعود مجدداً مشاهد الازدحام أمام محطات الوقود لتشكل أزمة تعود جذورها الأساسية إلى تشديد الحصار الأمريكي الغربي ضد سورية وإقرار ما يسمى “قانون قيصر” مضافاً إليها سرقة النفط السوري من قبل الاحتلال الأمريكي وميليشيات “قسد” حيث يعاني المواطنون من ساعات الانتظار الطويلة أمام تلك المحطات أملاً بملء سياراتهم بالبنزين.

وفي لقاءات مع مراسلي سانا في عدد من المحافظات خلال جولات لهم على بعض المحطات يشير المواطنون والمعنيون بشكل جلي إلى أن سبب الأزمة المتجددة الأساسي هو عرقلة الدول المعادية لسورية وصول إمدادات النفط في مواعيدها إليها بسبب تشديد الحصار الاقتصادي إضافة إلى استمرار ظاهرة تهريب المواد النفطية وبيعها أحياناً في السوق السوداء.

في محطة وقود الجلاء بدمشق يصف رياض قولاني لمندوبة سانا معاناته بالحصول على مادة البنزين معرباً عن أمله بأن تجد الجهات المعنية حلاً سريعاً لهذه الأزمة المتجددة والمتزامنة مع تشديد الحصار الأمريكي على سورية.

الدكتور المهندس موسى شحادات -متقاعد- يوضح أن هذه الأزمة ليست بالجديدة على الشعب السوري في ظل الحرب داعياً الجهات المعنية إلى إيجاد آلية أفضل لتنظيم الدور على المحطات ومكافحة ظاهرة التهريب وبيع المادة في السوق السوداء.

أزمة البنزين ليست الأولى التي تمر على سورية في ظل الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي الجائر عليها ولعل آخرها كان خلال شهر نيسان من العام الماضي وقد استطاعت الحكومة عبر إجراءات متعددة تجاوزها الأمر الذي أكد عليه المواطنون وكلهم أمل بإيجاد حل قريب للأزمة الحالية.

مواطنون وسائقون أمام محطات وقود في حمص عبروا عن استيائهم من حالة الانتظار الطويلة التي تصل إلى عدة ساعات للحصول على الكميات المخصصة بـ 30 لتراً حيث اقترح أبو محمد —سائق سيارة أجرة- توزيع مخصصات المحطات من البنزين بشكل يتناسب مع كمية المادة على أن تتم تعبئة جميع المحطات بالبنزين ولو بكميات أقل منعاً للازدحام على محطة واحدة.

ويرى ماهر -سائق سيارة أجرة- أن الانتظار الطويل للحصول على البنزين يستنزف وقت عمله ما يؤثر بحالته المعيشية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وأبو سمير -سائق سيارة خاصة- وموظف يتساءل “كيف له أن ينسق بين دوامه ووقوفه لساعات طويلة للحصول على البنزين كل أربعة أيام”.

ماهر حسن مدير جمارك حمص واللواء محمد الفاعوري قائد شرطة المحافظة أكدا في تصريحات لـ سانا أن دوريات الجمارك والشرطة منتشرة لضبط حالات تهريب المواد النفطية ومنع بيعها بطرق غير مشروعة فيما رأى المهندس رامي اليوسف مدير التجارة الداخلية بحمص أن عملية توزيع البنزين مضبوطة بشكل تام وعادلة بين الريف والمدينة.

ولم يكن المشهد أفضل حالاً في محافظة درعا لجهة مشهد طوابير السيارات الممتد أمام محطات الوقود حيث اعتبر بعض السائقين لمراسل سانا أن الأزمة بحاجة لإدارة جيدة لتنظيم آلية الدور بطريقة تقلل من ساعات الانتظار على المواطنين حيث قال موسى غازي “لليوم الرابع أبحث عن البنزين ولا أجده” فيما تساءل طالب الشحادات عن سبب توافر البنزين في السوق السوداء بكميات كبيرة وبأسعار مرتفعة بينما لا تتوافر هذه الكميات في المحطات مشيراً إلى أن العديد من المواطنين تحولوا من أصحاب سيارات إلى تجار بنزين وبدؤوا بيع المادة في السوق السوداء جراء ارتفاع الطلب عليها وارتفاع أسعارها.

أكثر من 11 ساعة انتظر بشار المسالمة -سائق سيارة أجرة- أمام محطة وقود ليحصل على مخصصاته من البنزين المدعوم لافتاً إلى أنه يرفض شراء البنزين من السوق السوداء حتى لا يكون مشجعاً لهؤلاء الذين يستغلون حاجة الناس.

عاصم الزعبي -صاحب محطة محروقات- في مدينة درعا بين أنه لم يتسلم طلباً منذ يوم السبت الماضي ودوره في الحصول على البنزين يوم الإثنين القادم حيث يضطر لإغلاق محطته تسعة أيام لحين وصول طلب المحروقات الخاص به والبالغ نحو 20 ألف ليتر مشيراً إلى أن الجميع يعلم أن هناك نقصاً في المادة نتيجة العقوبات الاقتصادية وما يسمى “قانون قيصر”.

مدير فرع الشركة السورية لتوزيع وتخزين المواد البترولية محروقات بدرعا محمود الحريري أوضح أن مخصصات المحافظة قبل الأزمة الأخيرة كانت 6 طلبات يومياً أي ما يعادل 130 ألف ليتر وهي بالكاد تسد احتياجات المحافظة واليوم انخفضت المخصصات إلى 4 طلبات منها طلب خاص بالقطاع الحكومي مبيناً أن سبب انخفاض مخصصات المحافظات من البنزين هو نقص التوريدات التي تأثرت بالعقوبات الاقتصادية الغربية ضد سورية مضافاً إليها سرقة النفط السوري من قبل قوات الاحتلال الامريكي وميليشيات “قسد”.

وفي حلب حيث المعاناة أكبر في الحصول على المخصصات من مادة البنزين جراء الازدحام الشديد أمام المحطات إذ أشار فراس مراشو ورضوان بنا ومحمد الحنفي إلى أنهم انتظروا نحو يومين على دور البنزين في “محطة طيبة” قبل أن يتمكنوا من تعبئة مخصصاتهم من البنزين لافتين الى وجود خلل في عملية التعبئة وتنظيم الدور.

عبد الرحمن الباش -صاحب محطة وقود طيبة- قال: “يتم تنظيم الدور للمواطنين بالتعاون مع الوحدات الشرطية حيث وصلت أمس الأول كمية 39 ألف ليتر من البنزين للمحطة مشيراً إلى انخفاض عدد المخصصات الواصلة للمحافظة ما أدى إلى حدوث نقص في كمية البنزين وحدوث أزمة في التوزيع”.

أرتال طويلة من السيارات تصطف أمام “محطة الشياح” بحلب حيث قال صفوان الطه إن الحصار المفروض على سورية وقلة الواردات إضافة إلى سرقة النفط السوري من قبل الاحتلال الأمريكي أدت إلى حدوث الاختناقات في توزيع مادة البنزين داعياً الجميع إلى التحلي بالصبر لتجاوز الأزمة فيما لفت صاحب المحطة ياسر شياح إلى أنه يصلها يومياً نحو 40 ألف ليتر توزع وفقاً لنظام البطاقة الإلكترونية وبرتل أحادي للسيارات.