الشريط الإخباري

مواجهة مفرزات الأزمة- بقلم أحمد ضوا

يودع السوريون عام 2014 بمعنويات إيجابية وكلهم أمل بألا ينقضي عام 2015 دون إعلان انتصار سورية ومن في صفها على أشرس حرب إرهابية عرفتها البشرية.

إنَّ أغلب المؤشرات على الأرض السورية، وفي المحيط والعالم يصب في بوتقة تخطي سورية لأخطر الفصول في الأزمة التي تتعرض لها، ويشاهد ذلك في تصرفات السوريين وحبهم للحياة رغم الظروف الصعبة والمريرة التي يمرون بها يوميا.‏

وأيضا يلاحظ ذلك في عجز القوى الداعمة للإرهاب عن تحقيق أي من‏ أهدافها السياسية، وانسداد الأفق أمام أذرعها الإرهابية التي يلحق الجيش العربي السوري خسائر فادحة في صفوفها كل يوم.‏

والأمر الثالث والمهم هو انكشاف حقيقة أهداف هذه الحرب الإرهابية للعالم والارتدادات الخطيرة على الأمن والاستقرار الدولي، والتي أصبحت واقعة في أكثر من دولة كانت ضمن محور الشر الإرهابي ضد سورية.‏

هذه الأمور لم تعد مجرد استنتاجات، بل هي حقائق راسخة على الأرض كرستها انتصارات الجيش العربي السوري وتضحياته، ولكن هذا لا يعني على الإطلاق أن الحرب وضعت أوزارها، ودول محور الشر الإرهابي سلمت بالهزيمة، وكما يقولون: إن الساعات الأخيرة من المعركة هي الأصعب لأنها هي من ترسم معالم التفاوض والمستقبل في آن معا.‏

طبعاً، الجيش العربي السوري يقوم بدوره على أكمل وجه في مكافحة الإرهاب بحنكة وتبصر وعينه من جهة على الزناد لتخليص سورية من شرور الإرهاب، والعين الأخرى على نيل الانتصار الكامل الذي يعيد الأمن والاستقرار إلى الربوع السورية بالكامل، وتقصير هذه المدة مرهون بمدى توسيع التعاون وحشد الطاقات السورية.‏

صحيح أن الشعب السوري لم يتأخر في تقديم الغالي والرخيص في سبيل الحفاظ على وطنه موحداً ومستقلاً، ولكن مع طول هذه الحرب الظالمة على سورية ظهرت فطريات سامة وحالات سلبية كما هو الحال في أي أزمة، والتخلص منها يقع على عاتق المجتمع السوري أولا وأخيرا.‏

ومع قدوم عام 2015 وقرب انتصار الحق على الباطل، بات ملحاً أن تتكاتف كل شرائح المجتمع و مؤسساته لمحاصرة وتطويق كل من وجد في الأزمة فرصة له، ومن غير المقبول أن يستمر الجشعون باستغلال الظروف الحالية على حساب أغلب المواطنين الذين يعانون في حياتهم اليومية، وعندما يتعاون المجتمع والدولة في قمع هذه الظواهر سرعان ما تزول، وسيكون ذلك عاملاً مساعداً للخروج الأسرع من مفرزات وتداعيات الأزمة.‏

كما أنه من غير المقبول السكوت على كل من قضوا أوقاتهم طوال الأزمة يحصدون الامتيازات بطرق انتهازية منصبين أنفسهم بديلاً عن المؤسسات الوطنية.‏

إن الانتصار الكامل لا يعني الانتصار العسكري فقط رغم أهميته وأولويته، بل أيضا هزيمة محور الإرهاب وكل المفرزات، البثور والفطريات السامة التي وجدت في الأزمة فرصة لها وما زالت تطور أساليبها للتأقلم مع الواقع الجديد.‏

الأشهر القادمة التي تحمل بشائر الانتصار لن تكون سهلة على الإطلاق، وتعزيز عقوبات محور الشر والإرهاب على سورية مؤشر على ذلك، والشعب السوري الذي اجتاز أخطر المراحل في هذه الحرب لن يكون عاجزاً عن هزيمة العوائق والتداعيات وتجاوزها بأسرع وقت ممكن.‏

صحيفة الثورة

انظر ايضاً

إدارة الهجرة والجوازات تعلن عن بدء عودة الخدمة للعمل، وبدء إصدار الجوازات، واستكمال طباعة الجوازات التي كانت قيد الطباعة وإعادة جدولتها ضمن مواعيد جديدة