الشريط الإخباري

شعراء غابت إصداراتهم الورقية وحضرت قصائدهم ورؤاهم في العالم الافتراضي

حمص-سانا

لا يقلل عدم قدرة الشاعر على طباعة نتاجه وجمعه في كتاب من شاعريته وقدرته إذ أن النشر الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي وقوانين النشر الورقي جعلت الكثير من الكتاب يجدون فيها وسيلة للتواصل مع القراء وعرض رؤاهم بحرية حول قضايا أساسية كالحداثة وحضورها من دون رقيب.

فالشاعر محمد الخضر من حمص أوضح أنه لا يملك الإمكانية لطباعة نصوصه لذلك يكتفي بنشرها على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي وفي إحدى المجلات الإلكترونية الأدبية المتخصصة حيث بلغت 300 نص مشيراً إلى أن تواصله بشكل افتراضي مع القارئ أتاح له استخراج رؤيته الخاصة حول الحداثة وضرورة وجودها في الشعر المعاصر انطلاقاً من ضرورة الخلق الجديد لمقاربة الكمال المطلق في الأدب والفنون اللذين كانا دائما قاطرة التحديث ويستمدان حداثتهما من وجود الإنسان وتطوره.

الشاعر الشاب حاتم بيريني رأى أن جيل اليوم يختلف عن سابقه والطريق الأكثر صلة للقراء هو مواقع التواصل الاجتماعي حيث أصبح الأشخاص الذين يقرؤون الورقيات نسبة قليلة في المجتمع وبالتالي حضور الشاعر يكون بقدر الأشخاص الذين يلتفون حوله وتربطه بهم علاقات وصداقات ما يجعل برأيه من تقييد الشاعر بفكرة النشر انغلاقاً له على نفسه وغياب اسمه بشكل كبير عن الأوساط الثقافية.

ويبين بيريني أن أغلب الشعر اليوم يميل لإحياء اللغة عن طريق النمط القديم للقصيدة العربية ولكنه يرى أن اللفتة الجميلة تكمن بمحاولة إدخال عنصر الحداثة في القصيدة رغم بعض القيود النقدية لاسيما مع قصيدة التفعيلة التي ترتبط بالعنصر الغنائي بشكل أكبر وهي السبيل الأوفر حظا للوصول إلى الجمهور.

وتقدم الشاعرة “هبة أحمد” رأيا مختلفا بأن النشر مهم وهو يشكل رصيدا معنويا للشاعر فهو الأثر والهوية وبصمة اليد والشعور ويعزز حضوره الشعري لكنه لا يكفي وحده ما لم تعززه باقي ملكات الشاعر لاسيما حواسه الخمس ومن هنا جاءت أهمية الإلقاء لإتمام حضور الشاعر.

وتعتبر أحمد أنه تماشياً مع روح العصر وظروفه وطبيعته المختلفة لابد من فك قيود القصيدة شكلاً ومضموناً لإخراجها من القالب الجامد والمحكوم باللغة المعيارية الصارمة دون أن يعني ذلك التمرد على التراث الشعري بل توسيع الرؤية فيه.

لارا أحمد وميس العاني