الحمامات الأثرية في قنوات… طراز معماري وهندسي فريد يعود للقرن الثاني الميلادي

السويداء-سانا

تشكل الحمامات الأثرية في بلدة قنوات بالسويداء شاهدا معماريا فريدا على حضارة المنطقة وأنموذجا مصغرا عن الحمامات الرومانية في كل من شهبا وبصرى.

ويشير الباحث في آثار المنطقة حسن حاطوم لـ سانا سياحة ومجتمع إلى أن الحمامات التي تقع في الجزء السفلي الغربي من قنوات مكونة من عدة أبنية جرى تنفيذها وفق الطراز الإمبراطوري الروماني في النصف الأول من القرن الميلادي الثاني وهي مكونة من عدة أبنية حيث كانت تتسع لنحو 500 شخص.

ويبين حاطوم أن الحمامات تتألف من عدد من الأقسام والمشالح والقاعات التي تمتاز كل منها عن الأخرى باختلاف درجة الحرارة بحيث كان رواد الحمام ينتقلون من القاعة الحارة إلى الدافئة لينتهي بهم المطاف في أرجاء القاعة الباردة بينما بنيت قنوات التدفئة بتقنية عالية ضمن الجدران ليمر منها الهواء الساخن المتصاعد لتدفئة القاعة بالإضافة إلى وجود أحواض استحمام داخلية متعددة في كل قاعة وكذلك أحواض صغيرة للشخصيات المهمة موجودة بين القاعات للاستقلالية التامة البعيدة عن الأعين مع قاعات للألعاب والمطالعة ومكتبة ومطعم وسوق تجاري وحمامات أصغر حجماً منها تقع في الجهة السفلى.

وأوضح الباحث في آثار المنطقة أنه تم الكشف على القنوات التي تجلب المياه للحمامات والتي توزعها على القاعات وذلك من خلال أعمال التنقيب التي قامت بها البعثة الوطنية للتنقيب التابعة لدائرة الآثار بالسويداء خلال السنوات الماضية حيث أمكن التعرف على قاعة المياه الساخنة وقاعة المياه الفاترة وقسم حمام البخار بالإضافة الى العثور بجوار الحمامات على جزء من القنوات التي كانت تجر المياه من الخزان أو “الصهريج” الأثري الواقع في أعلى المدينة الأثرية والذي كان يغذي المدينة القديمة بمياه الشرب بينما لا تزال أجزاء أخرى من الحمامات موجودة تحت مبنى البلدية الحالي ومبنى المسجد المجاورين لهذه الحمامات.

الجدير ذكره أن هناك نزلاً أثرياً أو فندقاً مجاوراً لبناء الحمامات من الجهة الجنوبية ويحتوي على طابقين وباحة كبيرة وكان يستخدم لإقامة المسافرين والحجاج القادمين لزيارة معابد وكنائس “قنوات” و”سيع” ويعود تاريخ بنائه إلى النصف الأول من القرن الثاني الميلادي.

سهيل حاطوم